يمثل الأشخاص ذوو الإعاقة البصرية جزءا هاما من ذوي الإعاقة أو ذوي الاحتياجات الخاصة ومن جمهور المتاحف المحتمل. ونجد اهتماما متزايدا بهم في العقود القليلة الأخيرة عالميا وفي مصر أيضا. فالتعريف الجديد للمتحف يضع الكثير من التأكيد على قضايا الإتاحة والشمول وتعزيز التنوع. كما أن خطة مصر الاستراتيجية، رؤية مصر 2030، والتشريعات على اختلاف مستوياتها تظهر اهتماما واضحا بالتأكيد على حقوقهم وعلى التزام الدولة بتحقيق الدمج الاجتماعي عبر دعم وتعزيز الإتاحة في مناحي الحياة المختلفة، ومن بينها الحياة الثقافية والتجربة المتحفية. وبوصفها مؤسسات ثقافية عامة ذات أهمية، فإن المتاحف قد سعت لإتاحة مواردها وخدماتها للزائرين ذوي الإعاقة البصرية وفقا لأهداف الدولة وللتوجه العالمي. وبالتالي، في ضوء التشريعات الحالية والتعريف الجديد للمتحف، إلى أي مدى تعد المتاحف في مصر اليوم متاحة لذوي الإعاقة البصرية؟ هذا هو سؤال البحث الذي سعت هذه الورقة البحثية إلى الإجابة عليه. وقد اعتمدت الدراسة على الملاحظة المكثفة للمتاحف ومرافقها وبرامجها، بالإضافة إلى المقابلات مع كبار المسؤولين بالإدارة العامة للتربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة التابعة لقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار ومع المتحفيين العاملين بأقسام التربية المتحفية لذوي الاحتياجات الخاصة بالمتاحف المختلفة. توصلت النتائج إلى أنه على الرغم من الإقرار الواضح والمتكرر بمفهوم الإتاحة في المتاحف، إلا أن التنفيذ والتطبيق هو جوهر الأمر. يوجد لدى كثير من المتاحف بعض السمات أو الخصائص المتصلة بالإتاحة، لكن هناك غياب واضح للرؤية المتكاملة والاتساق وتوحد الجهود، ولا يزال هناك بعض المتاحف التي لا تملك شيئا تقريبا في هذا الصدد. لتحقيق الإتاحة الكافية، فمن المهم جدا إذاً تحديد معايير واضحة للإتاحة المستهدفة وبناء على ذلك يتم وضع خطة استراتيجية مدروسة لتأهيل كافة المتاحف لتحقيق هذه المعايير. بالإضافة إلى ذلك، لا بد من وضع وتنفيذ خطة تدريب منهجية وشاملة لجميع المتحفيين المعنيين وكذلك تخصيص تمويل محدد وكاف من الميزانية لتطبيق المتاحف للإتاحة الملائمة. هذا من شأنه أن يعزز فرص دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية في المجتمع.