لا تستند نجاح المؤسسات السياحية الخضراء فقط إلي المقومات الطبيعية والبشرية المميزة للبيئة التي تنشط فيها والهياكل السياحية التي تمتلكها (Chan et al., 2014)، ولكنها تستند في المقام الأول على السائح الأخضر الذي يعتبر النواة الأساسية للسلوك الأخضر (بن أحمد، 2018). فسلـوك السـائـح الأخضر يتميز بأنه يراعي الإعتبارات البيئية في العملية الإستهلاكية (patwary et al., 2022)، ومن خلال ذلك يتم تجنب التعامل مع المنتجات التي تهـدد سـلامــة الفـرد والبيئـة والمنتجــات التــي أثناء تصنيعها تستخدم كميــات كبيرة من المــوارد التي تضـر البيئــــة (مطرف وكربالي، 2021). لذا يهدف البحث إلي التعرف علي مدي اهتمام السائحين بقضايا التغيرات المناخية والتعرف علي سلوكيات السائحين الخضراء في المقصد السياحي المصري والتي تنطلق من الوعي البيئي لديهم، واتجاهات السائحين نحو المنتجات الخضراء، ودرجة تفضيلهم لاستخدام التقنيات الخضراء، كما يهدف البحث الي معرفة أثر تلك السلوكيات في الحد من التغيرات المناخية بالمقصد السياحي المصري، ولتحقيق أهداف البحث تم الاعتماد علي المنهج الوصفي التحليلي، وتصميم أداة لجمع البيانات الأولية وتوزيعها علي عينه من السائحين، وقد تم تحليل عدد (403) استمارة باستخدام برنامج  SPSSV.20 . توصلت الدراسة إلى أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين أبعاد السلوك الأخضر للسائحين ومواجهة التغيرات المناخية بالمقصد السياحي المصري، وأن أبعاد السلوك الأخضر تؤثر في الحد من التغيرت المناخية بنسبة (40,9%). وأوصت الدراسة بضرورة التنسيق بين وزارة السياحة ووزارة البيئة لرفع الوعي والحد من الممارسات الخاطئة للسائح وتثقيف السائحين بالحفاظ علي الطبيعة والمساهمة الفعّالة في المحافظة علي التراث الطبيعي والثقافي بالمقصد السياحي، وتفعيل الخطط والاستراتيجيات التي تضعها الدول والحكومات لنشر الوعى البيئى بين أكبر شريحة ممكنة من السائحين المستهدفين بخصوص السلوك الأخضر وإيجاد آلية لزيادة الموارد المادية المخصصة لذلك، وتوجيههم نحو اقتناء المنتجات الخضراء.