نشطت حركة الهجرة في مصر الرومانية إلى المستوطنات الحديثة التي أنشأها الرومان في (مصر)؛ ومنها مستوطنة (مونس كلوديانوس). حيث كانت الإدارة الرومانية على وعي كبير بأهمية جذب المهاجرين إلى تلك المستوطنة، لذلك أعطت العمال والموظفين اجور مرتفعة ووفرت لهم سُبل العيش الفاخرة.
أما عن معنى اسم (مونس كلوديانوس) فهو "جبل أو صحراء كلوديانوس". تقع (مونس كلوديانوس) على بعد 500 كم جنوب القاهرة، وهي تقع في منتصف الطريق بين (البحر الأحمر) و(قنا)، في محافظة البحر الأحمر الحالية. كانت (مونس كلوديانوس) مُحاطة بجدار به الكثير من المنشآت ومنها؛ معبد مكرس لعبادة سيرابيس وحمامات ومقابر وآبار وصهريج وخرانات للمياه ومنطقة خاصة بالحيوانات ومحاجر ومتاجر للجرانيت.
اتضح من الدراسة أن قُسم سكان (مونس كلوديانوس) إلى أربع فئات وهم الموظفين والجنود الذين يعملون لصالح الجيش الروماني، والعمال المهرة والعمال الغير مهرة وكلا الفئتين هاجروا للعمل وتعود أصولهم إلى القرى في وادي النيل، وأخيراً فئة النساء والأطفال الذين هاجروا مع العمال والجنود، وقد عمل بعض النساء والأطفال في الأعمال البسيطة مثل نقل الحجارة الصغيرة.     
انقسمت القوى العاملة في محاجر (مونس كلوديانوس) إلى فئتين ويطلق عليهم "الباجاني" و"الفاميليا"، كان "الباجاني" هم العمال المحليين من الأحرار المهرة الذين جاء معظمهم من (أسوان)، ومن (الاسكندرية)، وربما بشكل خاص من منطقة (طيبة). بينما "الفاميليا" أصولهم مبهمة وربما كانوا عبيداً تابعين للإمبراطور، ولكن البعض منهم يحمل أسم لعائلة حيث ذكرت اسمائهم في قوائم العمال. ومن تلك الأسماء نستدل على أن أصولهم من خارج مصر. وتشترك كلتا الفئتان في كونهما من العمال المرتزقة الذين كانوا يتلقوا مدفوعات مالية تسمى "أوبسونيون".