يهدف البحث إلى إلقاء الضوء على الدور السياسي لإلياس أندراوس كأحد أبرز رجال حاشية الملك فاروق والمستشار الاقتصادي لجلالته في تشكيل واستقالة وزارة علي ماهر الثالثة في عام 1952. لقد كان أندراوس يلعب دور الوسيط وهمزة الصلة بين الملك وحكومته. كما كان في أحيان أخرى وسيطًا بين قصر عابدين وقصر الدوبارة، وبين الحكومة المصرية والسفارة البريطانية. فلقد اشترك أندراوس في تشكيل وزارة ماهر الثالثة، وكان يتحدث بلسان الملك مع رئيس الوزراء ويختار وزراء ويستبعد آخرين، وهذا يبين نفوذه الكبير عند الملك في هذه المرحلة. وبالتالي أسهم أندراوس بالدور الأكبر أثناء تشكيل وزارة ماهر، وأسهم بدوره في الأحداث التي مرت بها فيما بعد. وكان أندراوس داعمًا لماهر في البداية ولكن بدأ ينقلب على وزارته هو ومليكه بسبب مغازلة ماهر للوفد. ثم اتفق أندراوس وعفيفي مع الملك على وأد وزارة ماهر، وقد أسهم في هذه المؤامرة السفير البريطاني ووزيرا الداخلية والمالية المصريين، كلُ حسب دوره. ولعل الطريقة التي نفذت بها عملية الإطاحة بوزارة ماهر - التي عاشت مدة شهر وبضعة أيام - لتدل على مدى التدهور الذي وصل إليه فاروق والقائمون على الرأي وعلى رأسهم أندراوس وعفيفي فلقد تآمر الرجلان مع سفير دولة أجنبية على الإطاحة بوزارة مصرية.