تَتَزايَد أَهَميَّة عَرَبات الطَّعَام فِي مِصْر فِي ظِلِّ التَّغيُّرات والتَّحوُّلات الاقْتصاديَّة العالميَّة، وَذلِك لِمَا أثْبتَتْه مُعدلَات النُّموِّ الحاليَّة والْمحْتملة لِهَذه المشْروعات مِن قُدْرتِهَا الفائقة على التَّأْثير وَبقُوة فِي الأوْضاع الاقْتصاديَّة. وَعلَى الرَّغْم مِن ذَلِك، فهناك فَجوَة وَاضِحة ونقْص فِي البيانات والدِّراسات حَوْل تقييم جَودَة وَسَلامَة الأغْذية المقدَّمة فِي عَرَبات الطَّعَام فِي مِصْر خَاصَّة فِيمَا يَتَعلَّق بمسْتَوى النَّظافة ومدى الالْتزام والتَّقيُّد بِتطْبِيق مَعايِير إِدارة اَلْجَودة والسَّلامة الغذائيَّة. لِذَلك جَاءَت هَذِه الدِّراسة لِتهْدف إِلى تَقيِيم جَودَة الخدْمات الغذائيَّة المقدَّمة فِي عَرَبات الطَّعَام فِي مِصْر. مِن أَجْل تَحقِيق هذَا الهدف، فقد اِسْترْشدتْ الدِّراسة بِنموذج SERVQUAL لقياس الفجْوة بَيْن توقُّعَات العملاء وتصوُّراتهم عن أربع أَبعَاد هي: جَودَة الأغْذية المقدَّمة، جَودَة الخدْمات المقدَّمة، المرافق والتَّجْهيزات المتوفِّرة، السِّعْر والْكمِّيَّة مُقَابِل القيمة. وقد اِعْتمَدتْ الدِّراسة على المنْهج اَلوصْفِي التَّحْليليِّ القائم على تَوزِيع الاسْتبْيان كَأَداة لِجَمع البيانات، حَيْث وَزَّع الاسْتبْيان فِي عِدَّة مُحافظات هِي: القاهرة، الدَّقهْليَّة، الإسْكنْدريَّة، اَلأُقصر، أَسوَان. وتمَّ اِختِيار هَذِه المحافظات كوْنهَا تُمثِّل نِطاقَات جُغْرافيَّة وسكَّانيَّة رَئيسِية فِي جُمْهوريَّة مِصْر العربيَّة وَتضُم عددًا كبيرًا ومتنوِّعًا مِن عَرَبات الطَّعَام. شَملَت الدِّراسة فِئَات مُجْتمعيَّة مُتباينة دَاخِل هَذِه المحافظات، حَيْث بلغ عدد الاسْتمارات الموزَّعة (450) كان مِن بيْنهَا (420) اِسْتمارة صَالِحة لِلتَّحْليل الإحْصائيِّ بِنسْبة استجابة (93.3 %). بِالْإضافة إِلى ذَلِك، فقد تمَّ تَقيِيم مُمارسات تَداوُل الأغْذية وَمدَى اِلتِزام العاملين بِالْإجْراءات الصِّحِّيَّة مِن خِلَال قَائِمة تُحقِّق شَخصِية صَممَت لِهَذا الغرض. وقد تَوصلَت الدِّراسة إِلى وُجُود تَأثِير مَعنَوِي لِأبْعَاد (جَودَة الأغْذية المقدَّمة، جَودَة الخدْمات المقدَّمة، المرافق والتَّجْهيزات المتوفِّرة، السِّعْر والْكمِّيَّة مُقَابِل القيمة) على رِضَا العملاء. فِي حِين أَظهَرت نَتائِج الملاحظات الشَّخْصيَّة أنَّ عَرَبات الطَّعَام محلَّ الدِّراسة تَختَلِف فِي مُسْتويات اِلتزامهَا بِممارسات تَداوُل الأغْذية وَمدَى اِلتِزام العاملين بِالْإجْراءات والشُّروط الصِّحِّيَّة ، حَيْث أَظهَرت المجْموعة الأكْبر مُستَوَى أَدَاء مُتَواضِع يَتَوقَّع أَلَّا يَكُون كافيًا لِتحْقِيق مُخرجَات جَيدَة لِسلامة الأغْذية نظرًا لِلْمخاطر المرْتبطة بِهَا ، شَملَت الانْتهاكات اَلحرِجة والْأكْثر شُيوعًا مُمارسات النَّظافة الشَّخْصيَّة السَّيِّئة بَيْن مُتداولي الأغْذية ، والتَّلوُّث المتبادل لِلْأطْعمة النَّيِّئة والْمطْبوخة ، وَعدَم كِفاية التَّحَكُّم فِي دَرجَة الحرارة ، وممارسات التَّنْظيف والصَّرْف الصِّحِّيِّ غَيْر السَّليمة ، والْمكوِّنات غَيْر اَلآمِنة أو المضافات الغذائيَّة . وبناء على نَتائِج الدِّراسة، تمَّ اِقتِراح مَجمُوعة مِن التَّوْصيات لِلتَّحْسينات المسْتقْبليَّة لِجوْدة الأغْذية المقدَّمة بِعربَات الطَّعَام فِي مِصْر.