يلعب الإحصاء دورا حيويا في جميع أوجه النشاط الإنساني ، ويتضح ذلک في شتى المجالات التي تفاعل فيها الإنسان سعيا نحو تحقيق ذاته الفکرية ومن أجل تحقيق نهضة تنموية شاملة أصبح الإحصاء رکيزة أساسية ترتکز عليها المعرفة المتسارعة للوصول إلي أعلي انطلاقة تکنولوجية ، فالإحصاء لم يعد مجرد أرقام أو أشکال کما کان يفهم البعض ، وإنما هوعلم يقوم على جمع البيانات وتنظيمها وعرضها وتحليلها واستقراء النتائج منها وصولا إلى اتخاذ القرارات لحل المشکلات .
ومع الإدراک المتزايد لأهمية الإحصاء واستخداماته المتعددة في مختلف فروع المعرفة النظرية والتطبيقية ، أصبحت هذه المادة مقررا إجباريا لمعظم طلاب الجامعات بوصفه جزءا من برامجهم التخصصية الملتحقين بها بهدف تمکين الطلبة من استخدام وفهم البحوث المرتبطة بالبيانات الاحصائية ذات العلاقة ببرامجهم الاکاديمية . ( 8 :156 )
و يعتبر القلق من المشکلات الشائعة الظهور لدى الکثير من الافراد حيث تتعدد صوره، وتختلف مظاهره. ويمکن القول ان درجة من القلق هي حالة صحية وايجابية في بعض الحالات لانها تدفع الفرد نحو العمل لدرء الاخطار الممکنة او المحتملة التي قد يتعرض لها في صراعه مع الحياة.
ورغم تباين تخصصات الطلبة وخلفياتهم في الاحصاء الا إنهم يبدون قلقا مرتفعا أثناء التحاقهم بتلک المقررات، وتتعاظم هذه الظاهرة لدى الطلبة الذين تفتقر معارفهم ومهاراتهم للمتطلبات الأساسية لدراسة الموضوعات الإحصائية, ولاتقتصر هذه الظاهرة بسبب هذا النقص وإنما تعود إلى عدم إدراک الطلبة لقيمة الإحصاء وأهميتة بالنسبة لهم.