يؤثر الرضا الوظيفي على أداء الفرد لعمله واستقراره فيه ومستوى إنتاجيته، ويرتبط هذا الرضا بطبيعة العمل ذاته وبيئته، وما يقدمه للفرد من حوافز مادية ومعنوية، وفرص للنمو المهني والترقي الوظيفي، والمكتبة كغيرها من المؤسسات يؤثر الرضا الوظيفي للعاملين فيها في مستوى ما تقدمه من خدمات لتلبية الاحتياجات المعلوماتية للجمهور، ونظرا لمكانة مكتبة الإسكندرية وخصوصيتها، وما تحظى به من دعم على كل المستويات، كان اتجاه الدراسة لدراسة الرضا الوظيفي لمكتبييها، ومقارنة هذا الرضا على امتداد فترة عمل المكتبة (2002- 2022)؛ فأُجريت الدراسة الميدانية مرتين يفصل بينهما عشر سنوات، اتجهت الدراسة أيضا إلى التعرف على السمات العامة للمكتبيين بمكتبة الإسكندرية من حيث تأهيلهم العلمي والمهني للقيام بمهام العمل في مكتبة تحتل هذه المكانة المتميزة، وتم الاعتماد على المنهج الوصفي بأسلوبه المسحي، واتخاذ الاستبانة أداة رئيسية لجمع البيانات، فتم توزيعها على عينة عشوائية من العاملين بقطاع المكتبات، بالإضافة إلى المقابلة مع بعض قدامى العاملين بالمكتبة، وتم تحليل البيانات إحصائيًا باستخدام برنامج الـ SPSS، وحساب التكرارات والنسب المئوية، مع استخدام تحليل التباين الأحادي ANOVA لمعرفة أثر متغيرات الدراسة: النوع، والعمر، وسنوات الخبرة، والتخصص العلمي، وتوافق العمل مع ما هو متوقع، وتلقي تدريب على الرضا الوظيفي، وانتهت الدراسة إلى ارتفاع الرضا الوظيفي لدى العاملين بمكتبة الإسكندرية، كما ثبت إحصائيا وجود فرق معنوي بين الرضا الوظيفي لدى أفراد فترتي الدراسة لصالح الفترة الثانية، وثبت أيضا وجود ارتباط معنوي بين الرضا الوظيفي ومتغيرات النوع، وتلقي تدريب، وتوافق العمل مع ما هو متوقع بين أفراد العِقد الثاني، بينما لم تثبت علاقة الرضا الوظيفي بأي من متغيرات الدراسة بين أفراد العِقد الأول سوى مع متغير "توافق العمل مع ما هو متوقع"، كما ثبت إحصائيًا عدم وجود ارتباط دال بين الرضا الوظيفي ومتغيرات الفئة العمرية، وسنوات الخبرة، والتأهيل العلمي، وطبيعة العمل في المكتبة، وتم وضع مجموعة توصيات لزيادة الرضا الوظيفي بين مكتبيي مكتبة الإسكندرية؛ وبخاصةً وهم يعملون في مكان متميز، وله طبيعة خاصة ومقتنيات متميزة تجعله قبلة لكثير من الباحثين.