تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي من التطورات التكنولوجية التي يشهدها العصر الحالي. وقد اتجه العديد من الدول نحو الإفادة من تلك التقنيات في مختلف جوانب الحياة، ولا شك أنها تزخر بمجموعة كبيرة من الإمكانات التقنية التي يمكن الانتفاع بها في المكتبات ومؤسسات المعلومات، وسعت الدراسة الحالية إلى نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي بين العاملين بمكتبة مجلس النواب المصري، مع استكشاف إمكانية توظيف تلك التقنيات لتطوير خدمات المكتبة، والتحول إلى مؤسسة معلومات ذكية، وما يتطلبه ذلك من التعرف على مدى جاهزيتها لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومدى استعداد العاملين بها لتبني هذه التقنيات. واستخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي بأسلوب دراسة الحالة، واعتمدت الدراسة في جمعها للبيانات على الاستبانة كأداة رئيسية، إضافة إلى المقابلة الشخصية مع مدير المكتبة.
وتوصلت الدراسة إلى عدة نتائج من أبرزها؛ أن مكتبة مجلس النواب المصري لا تقوم بتوظيف أياً من تقنيات الذكاء الاصطناعي في تقديم خدماتها. وإن نسبة الوعي بتلك التقنيات بين العاملين بمكتبة مجلس النواب المصري وتطبيقاتها في المكتبة جاءت منخفضة بنسبة مئوية قدرها (48%)، وقد قدم الباحث مجموعة من التوصيات منها ضرورة الاهتمام بمسايرة المستجدات التكنولوجية الحديثة والإفادة من تطبيقاتها في تطوير خدمات المكتبة، وعقد الدورات والورش التدريبية للعاملين بالمكتبة والمستفيدين منها؛ لرفع الوعي بتقنيات الذكاء الاصطناعي والعمل على تكوين المجتمع الذكي داخل مكتبة مجلس النواب المصري، مع ضرورة وضع خطط استراتيجية وتنفيذية قبل إعداد مشروع توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تطوير خدمات المكتبة.