يهدف البحث إلى رصد صوت السين بوصفه مكوّنًا رئيسًا في بناء سينية البحتري، الذي صنع الفارق الأسلوبي في نظمه الشعري، ويقف على آلية توظيفه في المساحة النصية من منظور حداثي يُعنَى بالسيميولسانية، والاستناد إلى العلامات الإشارية ومعطياتها النسقية التي تتضح في المنطوق الشعري، والارتكان إلى المنهج البنيوي لسبر أغواره، وذلك بتفكيك أجزائه بدءًا من الصوت وانتهاءً بالنص، وتجاوز رمزية الصوت التجريدية إلى سيميائيته النفسية، ويتأتى ذلك بدراسة سماته التمييزية، وحيزه الموضعي بالنظم، وائتلافه التجاوري للأصوات، ومركزيته في المنظومة الصوتية، وتشكيله للبنية الإيقاعية. وهذا البحث في أصالته عَنَى بقيمة الصوت الواحد في تأسيس النص. وخرج البحث ببعض النتائج؛ منها: إن عقد العلاقة بين اللغة والنفس أمر ملزم لسبر أغوار النص، واستجلاء ما ورائياته من سيميائيات لغوية ونفسية، والخروج بتمثلّات عن فاعلية الصوت في بنائية النص، وتقسيمه الموضوعي، وتوجيهاته الدلالية، وتَشَكُّلاته الإيقاعية.