يعكف هذا البحث على فحص العلاقة الجدلية بين العمل الشعري والظرف التاريخي الذي أحاط به وشكَّل الحافز الباعث على إبداعه، ومدى تأثير ذلك على الأحكام التي يصدرها النقاد على النص. ويفترض البحث أن هذه العلاقة يمكن أن تمدنا بمؤشرات مهمة تعين على ترشيد الحكم النقدي، وأن استبعاد السياق التاريخي والمجتمعي من التقويم يمكن أن يفضي إلى الوقوع في اللبس وسوء الفهم. وللتدليل على صواب هذه الفرضية توفر البحث على فحص دقيق لإحدى قصائد الحسن بن هانئ (أبي نواس)؛ التي قالها مادحاً الفضل بن يحيى البرمكي في ظرف تاريخي غامض وحافل بالعواصف والفتن الظاهرة والخفية، وقد كانت القصيدة موضوعاً للتقويم من عدد من أعلام نقاد الشعر القديم، مثل: ابن طباطبا العلوي، وأبي هلال العسكري، وابن رشيق القيرواني. وتحاول هذه الدراسة إعادة النظر في أحكامهم النقدية على القصيدة في ضوء سياقها التاريخي.