العبودية هي فترة من أكثر فترات التاريخ الإنساني قتامةً وبؤساً. ذاقت الشعوب الإفريقية فيها على مدار قرنين من الزمان جميع صنوف العذاب من اصطياد وحشي وقتل وتعذيب على يد الاوروبيين. إلا أنه في الوقت الحالي تتعالى الأصوات في الغرب التي تدعى أن العبودية الأوروبية تحيط بها الكثير من المبالغات والمغالطات وأن العالم عليه أن يلتفت إلى تجارة العبيد التي مارسها العرب لأكثر من عشرة قرون وكانت وفقاً لادعاءاتهم أشد ضراوةً وأكثر انتشاراً من العبودية الغربية. إحدى هذه الأصوات هي كاتبة الرواية محل الدراسة والتي تعطى وصفاً تفصيليا لتجارة العبيد في السودان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر من خلال روايتها المستوحاة من قصة حقيقية لامرأة سودانية تم أسرها واستعبادها من تجار العبيد العرب في تلك الفترة. نحاول من خلال البحث عرض وجهة نظر الكاتبة الفرنسية وتحليل الشخصيات التي رسمتها في روايتها بغرض تحديد مدى التحامل أو الإنصاف الذي تناولت به هذه القضية الشائكة.