يهدف هذا البحث إلى إظهار جهود علماء الأزهر الشريف في الدفاع عن السنة النبوية، من خلال دفاعهم عن حديث أخرجه الإمام البخاري في صحيحه: «إِذَا وَقَعَ الذُّبَابُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْمِسْهُ كُلَّهُ، ثُمَّ لِيَطْرَحْهُ، فَإِنَّ فِي أَحَدِ جَنَاحَيْهِ شِفَاءً، وَفِي الآخَرِ دَاءً» ضِدَّ شبهات المخالفين المعاصرين الذين طعنوا في إسناده بأن مداره عند البخاري على عبيد بن حنين، انفرد به وليس له غيره، وهو ليس من أئمة الرواة المشهورين الذين تخضع الرقاب لعدالتهم وعلمهم وضبطهم، وطعنوا أيضا في متنه، بدعوى أنه يخالف العلم التجريبي والحسَّ المشاهد، إذ كيف يكون الذباب الذي هو مباءة الجراثيم فيه دواء؟ وهل الذباب يعقل فيقدم أحد الجناحين على الآخر؟ وتجمع هذه الدراسة الانتقادات الموجهة لهذا الحديث وتناقشها مناقشة علمية بعيدة عن التحيز والهوى بكل شفافية وموضوعية، من خلال إخضاعها لأصول النقد الحديثي، وقواعد البحث العلمي. وتخلص هذه الدراسة إلى تفنيد هذه الانتقادات وبيان خطأ أصحابها في ادعائهم؛ فلم ينفرد ابن حنين برواية هذا الحديث؛ بل تابعه غيره من الرواة الثقات، وكثرت طرق هذا الحديث حتى زادت على ثلاثين طريقًا، إضافة إلى ما أثبتته الدراسات والتجارب العلمية والطبية الحديثة الكثيرة التي أجريت على الذباب، والتي أقرت بصحة وصدق هذا الحديث.