تهدف هذه الدراسة إلى إظهار الجهود الكبيرة التي بذلها ويبذلها علماء الأزهر الشريف في الزود عن حياض الدين قرآنًا وسنة، وذلك جلي في جملة من المصنفات التي اعتنت بالرد على الشبهات التي تثار بين الحين والحين من قبل أقلام الحانقين والحاقدين والمشككين، وقد سلكتُ في منهج هذه الدراسة المنهج التحليلي النقدي. وتضمنت هذه الدراسة إبراز بعض من إسهامات علماء الأزهر الشريف من خلال عرض نماذج لتلك الاسهامات سواء كانت فردية أو مؤسسية من خلال التصنيف والتأليف وتحقيق التراث ، وعقد المؤتمرات ، وإقامة الندوات ، ومجالس العلم والتوعية وتسليط الضوء علي جهود هيئة كبار العلماء وأكاديمية الازهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ ، مع إفراد البحث في جزء منه استقلالًا للجهود الكبيرة لعلامة عصره وزمانه فضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الله دراز الذي كان له باع كبير في الرد علي شبهات المشككين من خلال مشاركته في المؤتمرات العلمية ، وجهوده في التأليف، وإن نظرة سريعة في سيرته تدل علي مكانة وقدر ذلكم العلم العلامة ومكانه ومكانته في هذا الباب أعني رد الشبهات، وقد تضمن هذا البحث بعد الترجمة المفصلة له عرضًا لجملة من الجهود الكبيرة التي قام بها في الرد علي شبهات الطاعنين في القرآن الكريم ، ثم الحديث عن كتابه القيم "النبأ العظيم" وكيف جاء فيه على كثير من تلك الشبهات بالرد والتفنيد من جهة النقل والعقل والقياس وضرب الأمثال حتى كان هذا الكتاب ولا يزال مرجعًا أصيلًا لكل من أراد أن ينهل من هذه الجهة أعني الرد على شبهات المشككين ، وكان من جملة النتائج التي توصلت إليها في هذا البحث هو أن جميع الشبهات التي ترد بين الحين والحين إنما هي تدور في فلك واحد وفي سياق متصل ينقلها السابق عن اللاحق بنوع من أنواع التصرف والجوهر لها واحد والرد عليها قد سبق من قديم والله متم نوره ولو كره الكافرون.