البحث الذي بين أيدينا يعرض لمسألة أصولية وتطبيقها على بعض النوازل المعاصرة، وجعلت عنوانه «تخصيص النص بالمصلحة دراسة أصولية تطبيقية على بعض النوازل». وهدفت منه بيان حكم تخصيص النص بالمصلحة وذكر بعض التطبيقات من الفقه ونوازله المعاصرة؛ للتدليل على ذلك. وترجع أهمية بحث موضوع تخصيص النص بالمصلحة إلى أحد المواضيع الأصولية المهمة التي كانت ذا أثر كبير في إبراز اختلاف الفقهاء قديمًا، وامتداد هذا الاختلاف للعلماء حديثًا. والموضوع يؤكد على أهمية المصلحة في التشريع الإسلامي، وأنها تعد من مصادر التشريع التي اختُلف في حجيتها في الفقه الإسلامي. ودراسة مثل هذا الموضوع يُسهم بشكل كبير في مساعدة الفقيه والمتصدر للفتوى في كيفية استخلاص أحكامه الشرعية من أدلتها التفصيلية، خاصَّة في مسائل النوازل المستحدثة. وقد قسمته إلى مقدمة وتمهيد ومبحثين وخاتمة؛ فالمقدمة ذكرت فيها أهمية الموضوع، ومشكلته، والدراسات السابقة، ومنهج البحث، وخطته. وتناولت في التمهيد تعريف المصطلحات المتعلقة بالبحث وهي التخصيص والنص والمصلحة لغة واصطلاحًا، ثم تناولت في المبحث الأول حكم تخصيص النص بالمصلحة وأدلته، ثم تناولت في المبحث الثاني تخصيص النص بالمصلحة في بعض النوازل المعاصرة، وذكرت خمس تطبيقات فقهية. ثم ختمت البحث بخاتمة ذكرت فيها أهم النتائج والتوصيات التي توصلت إليها، ومن أهم تلك النتائج أن النصوص الشرعية المتفق على حجيتها غير متعارضة مع المصلحة، ولكن جاءت لتحقيق هذه المصلحة ودرء أية مفسدة، وأنه يمكن تطبيق تخصيص النص بالمصلحة على كثير من مسائل النوازل المستحدثة، تبعًا لما تقتضيه الضرورة وتحقيق المصلحة.