الهدف من هذا البحث هو دراسة القراءة الشاذة من الناحية الأصولية، وذلك من خلال التعريف بالقراءة الشاذة، وبيان المقصود بها، وذكر أنواعها، وفائدتها، وتفصيل حكم القراءة بها سواء كانت القراءة في الصلاة أو في غيرها، كما قمت بالبحث في حجية القراءة الشاذة محررا مواطن اتفاق العلماء فيها، ومحددًا محل خلافهم في حجيتها، وأعقبت ذلك ببيان مذاهبهم في محل الخلاف، مدعمًا كل مذهب بأدلته، وإيراد الاعتراضات والأجوبة على كل مذهب، ثم قمت بالترجيح بينها، ثم ذيلت حجية القراءة الشاذة بالشروط التي اشترطها المثبتون لحجيتها لصلاحية العمل بها، كما تعرضت لنوع الخلاف في حجيتها هل هو مجرد خلاف لفظي، أو خلاف معنوي يترتب عليه أثر وثمرة فقهية؟
ثم قمت بذكر وبيان أثر القراءة الشاذة في استنباط الأحكام الشرعية، وذلك من خلال إيراد بعض الفروع الفقهية التي بنيت على محل هذا البحث –القراءة الشاذة-موضحًا في كل فرع فقهي مدى اتفاق العلماء، واختلافهم فيما ذهبوا إليه مدعمًا مذاهبهم وأقوالهم بالحجج والبراهين، مما يجعل هذه الفروع الفقهية وغيرها الكثير المبثوث في ثنايا كتب التفسير، والحديث، والفقه إلخ... يوضح مدى أهمية القراءة الشاذة للفقهاء والمجتهدين في استنباط الأحكام الفقهية.
وأسفر هذا البحث عن نتائج متعددة من أهمها: أن المقصود بالقراءة الشاذة هو ما وراء القراءات العشر، وأنها تتنوع إلى أربعة أنواع، وأن لها فوائد متعددة، من أهمها: أنها تعد مصدرًا خصبًا لأهل اللغة للاحتجاج والاستشهاد بها في أبحاثهم، وقواعدهم النحوية والصرفية وغيرها، ومن فوائدها أيضًا أنها قد تخصص العام، وقد تقيد المطلق، وقد تبين المجمل.