يهدف هذا البحث إلى الكشف عن آليات تأويل النص القرآني التي اعتمد عليها ابن قتيبة اللغوي في توجيه مشكل القرآن الكريم وبيان منهجه في ايضاح الايات التي يحتمل ظاهرها الإشكال اللفظي أو الدلالي أو هما معاً ، وإن فهم كتاب الله تعالى وإفهامه خير ما تعلقت به الهمم؛ إذ به يقف العبد على ما أودع الله في كتابه العزيز من وجوه الإعجاز وأسرار البيان ، وبتباعد الزمن عن عهد نزول القرآن، والاختلاط بالعجم، ودخول غير لسان العرب، تزايدت الآيات المشكلة على الناس، ، وذلك لعدم إحاطتهم بمقاصد اللغة العربية فلم يعد يفهم من مقاصدها إلاّ نصها وصريحها، دون دقائق رموزها وإشاراتها، فاحتاج المشتغلون بالتفسير إلى أن يبذلوا جهداً في إزالة الالتباس عن الآيات التي استشكلت على الناس، وألفت في ذلك الكتب والرسائل - اختصت بالآيات المشكلة دون غيرها
وفي هذا السياق أنشأ ابن قتيبة كتابه تأويل مشكل القرآن، فكانت غايته إفهام معاني كتاب الله تعالى،وهي غاية لا يدركها إلا من أحاط بلغــة الـعــرب، وخبر مذاهبهم في الكلام؛ لأن القرآن نزل بفصيح أساليب العربية، وبما يعنون بها.