ملخص البحث: فإن القرآن الكريم هو المنهج الشامل الذي يحمل العلاج الناجع لكل ما تحمله البشرية من أمراض وهو المنهج الذي يضمن سعادة البشرية في معاشها ومعادها. يتفق الكثير من أهل الثقافة والفكر على أن التعليم يعيش اليوم أزمة خطيرة تتمثل في غياب القيم الأخلاقية الحاكمة لمسائل التعلم والبحث العلمي، فعلى سبيل التعلم نجد أن هناك ثلاثة مشاكل رئيسة تتمثل في: الازدواجية في المعايير، والسطحية في الطرح، وضعف المنتج. أما بالنسبة للبحث العلمي فأخطر مشكلة تقابله تتمثل في: التكرار، والاستغلال، والسطو. وإذا تتبعنا هذه المشاكل وأسباب وجودها سنجد أن غياب القيم الأخلاقية والتربوية تقف خلفها، مما كان له أكبر الأثر على ضعف العطاء الحضاري لأمتنا، وتعثر اسهاماتها في مختلف المجالات. من أجل ذلك أقدم هذا البحث لأبين كيف اهتم القرآن بالإنسان وكينونته التي تمثل ذاته ولبه، كما أبين قيمة العلم والتعلم في المنهج القرآني، وأيضا لأعيد للعلم هيبته التي تنطلق من شعار هذا الدين الذي يتمثل في قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ) (العلق:1). أيضًا لأعيد لعملية التعلم الأساس القيمي لها، النابع من القرآن العظيم وهديه القويم فإنه لا سبيل لإسعادة مكانة الأمة إلا من خلال العودة الصادقة إلى هذا الشعار القرآني العظيم.