نتيجة لموجات التغير المتسارعة المعاصرة في المجالات المعرفية والعلمية والتقنية, أصبح المصمم أكثر قدرة على توليد المعارف وابتكار التطبيقات وتوظيفها ضمن إطار فائق أتاحته التكنولوجيا الحديثة بلغ أوجه بدراسات متعمقة للذكاء البشري وكيفية محاكاته في شكل برامج حاسوبية تتيح إنجاز الأعمال التي تتطلب قدرا من الذكاء والخبرة اللازمة لمسايرة التطور. وتلخص ذلك في نظم الذكاء الاصطناعي التي نجحت في محاكاة أساليب الذكاء الإنساني ونقل جانب منه إلى نظم البرمجة المتعلقة بالتصميم وذلك باستخدام عدد من التقنيات تتضمن الاستشعار, والفهم, والتخطيط, والتعلم, والمحاكاة البيئية, وصناعة القرار, وحل المشكلات المعقدة, والتعلم من التجارب السابقة, وتقليد الأنماط. تبعا لتلك المتغيرات صار من المفترض بل والضروري أن تواكب العملية التعليمية في مجال التصميم مجريات العصر الحالي ضمانا لإدراك التسارع المستمر في التطور العالمي لهذا المجال.

ونظرا للإرهاصات الحالية فإنه من المتوقع تغلغل نظم الذكاء الاصطناعي في جميع مجالات الحياة المستقبلية ومن أهمها التعليم وإعداد الكوادر المستقبلية, ومن ثم فإنه من الضروري استباق ما سيلي من تطورات وربطها بمجال تصميم الأثاث المعدني وذلك بالرصد والتحليل تمهيدا لاستشراف مستقبل التصميم في ظل التطور التكنولوجي المتسارع.



لذا هدف البحث إلى رصد عناصر ومكونات وطرق تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجال تعليم التصميم, وكيفية الاستفادة القصوى من تطبيقاته المختلفة مع تحري المخاطر المتوقعة من استخدامه في هذا المجال, استشرافا لمستقبل أكثر تقدما في مجال تعليم التصميم.

من خلال رصد وتحليل المحاور الأربعة للبحث أمكن للباحثة وضع رؤية مستقبلية تتواكب مع الاستراتيجية الوطنية المصرية للذكاء الاصطناعي 2019-2024 التي تعتمد على محوري: بناء القدرات, وتحديد المهارات وتدريبها, بحيث تستند الرؤية المقترحة إلى ضرورة وضع نموذج للعمل يستوعب التحولات والتغيرات المعاصرة في تقنيات AI في مجال عمليات تعليم نصميم الأثاث المعدني, مما يرفع من كفاءة النظام التعليمي وتحقيق التنافسية في التعليم عالميا لدعم المتعلم والخريج.

تتضمن الرؤية المقترحة العناصر التالية:

• ضرورة تحقيق الدعم المادي والتمويل اللازم لمواكبة التغيرات المعاصرة في عمليات تعليم تصميم الأثاث المعدني.

• التركيز على إنشاء المؤسسة التعليمية لإدارة خاصة بالذكاء الاصطناعي تتكفل بتعليم أساسياته وتوفير المتخصصين لهذا التعليم.

• عمل مسابقات دورية بمكافآت للمتعلمين تشجع أفضل الأفكار والنتائج التصميمية القائمة على استخدام تطبيقات AI.

• عقد ندوات ولقاءات ودورات تدريبية للأساتذة الجامعيين والمتعلمين والإداريين بالمؤسسة, للتعريف بالمميزات والإمكانات, والتحذير من السلبيات والمخاطر.

• إعادة تأهيل البنية التحتية للمؤسسة التعليمية لاستقبال تقنيات AI, وتوفير جهاز لوحي لكل متعلم في مجال التصميم.

• إعداد برامج تعليمية متطورة ومواكبة للتغير المتسارع في تقنيات AI.

• إعداد وثيقة معايير معتمدة لتطبيقات AI في مجال تعليم التصميم.

• تحويل أقسام تعليم التصميم إلى وحدات منتجة وليست مستهلكة فقط.