تعتبر تحقيق حاجات الإنسان العقائدية في إطار محددات المكان و العمران والقيم الاجتماعية والثقافية والعمراني من أهم خطواط التنمية العمرانية ويدرس البحث المعتقد الصوفي في الديانة الإسلامية حيث أنه فلسفة دينية بدأت بنزعات فردية لتحقيق الإحسان ولكن مع مرور ارتبط تحقيقها بطقوس ومعتقدات صوفية تتمثل في تنظيمات جماعية وإضافات معمارية مثل الضريح وحلقات ومدارس للذكر، والمعتقدات تؤثر بشكل مباشر على الوعي الجمعي سواء كانت دينية ومجتمعية شعبية وثقافية وتنعكس علي النتاج العمراني كقرية الحسن الشاذلي التي تتبني الفكر الصوفي الإسلامي حيث تحيط (الضريح الشاذلي) تجمعات قبلية تعاني من عدم الاتصالية العمرانية والعزلة الاجتماعية والفقر ونقص الموارد بسبب وقوع القرية بمنطقة معزولة جغرافيا وعمرانيا بصحراء عيذاب بوسط الصحراء الشرقية بإقليم البحر الأحمر ويكمن اختيار موقع القرية انها تقع علي طريق الحج القديم المؤدي الي مكه المكرمة حيث مات الشيخ أبو الحسن الشاذلي مؤسس الطريقه الصوفيه الشاذليه وهوقادم من موطنه المغرب في طريقه لاداء مناسك الحج وتحولت بعد ذك مزارا للسياحة الدينية .

يؤكد هذا البحث ضرورة تهيئه نسيج عمراني لا يقتصر على خدمة زوار الأضرحة والممارسات الطقسية فقط بل يلبي الاحتياجات الوظيفية من خلال نسيج العمراني يحقق التكامل لوظائف التجمعات القبلية ومراعاة الطبيعة الجغرافية والمناخية للمنطقة وذلك من خلال الدراسة الميدانية والرفع العمراني للمحيط العمراني والطرق الرئيسية وتصنيف الاستخدامات ورصد الإتصالية بين موقع القرية والمراكز العمرانية الأخرى ومدي تأثيرموقع المزار الديني على المناطق القبلية المحيطة.

ويخلص البحث إلى وضع استقراء تأثير المعتقد الصوفي على تغير شكل النسيج العمران للمجتمعات القبلية الصوفية ورصد تأثيرالمعتقد على الاتصالية بالمراكزالعمرانية المحيطة ووضع تصور لكيفية الدمج العمراني لكل وظائف النسيج العمراني كمدخل لتنمية العمرانية للمناطق القبلية المعزولة.