ملخص

إن المعالجات التشكيلية للموضوعات المستمدة من الحياة تساعد الفنان فى التعبير عن فرديته , فإظهار مدى قدرات الفنان على إبراز المميزات الإنسانية لواقع مجتمعه والكشف عن حقائق جديدة لأغوار النفس البشرية لهو معيار من معايير أصالة الفنان وصدقه , لذا حاول الباحث التعبير عن الأبعاد النفسية والفلسفية لشخصية الإنسان المصرى وطبيعة المشاعر الإنسانية التى يواجهها نتاج لتحديات المجتمع وضغوط الحياة المحيطة فى أعمال النحت الميدانى , وقد تأثر بالجانب النفسى للشخصيات وعلاقتها بالجسد الآدمى فى التكوين من أجل التعبير عن الحالات الإنسانية الدفينة التى يمر بها المرء فى هذا العالم الصاخب المتأزم.

وقد أراد الباحث فى أعماله أن يتعرض لما يعكسه هذا العصر من مشاعر وإنفعالات ناتجة عن الصراع الدائم بالنفس من أجل إثبات الذات , فقد أضافت الموضوعات الإنسانية التى تخلق من رحم الأزمات والضغوط قيماً فنية جديدة للأعمال النحتية بما تحاول إظهاره من مشاعر مختلفة تستحق تسليط الضوء عليها وإستكشافها , كما تهدف الدراسة إلى البحث عن التجارب النفسية والشعورية التى يمر بها المرء فى مصادمات ومشاحنات مع المواقف الحياتية وكيفية التعامل مع الأزمات والضغوط ولحظات الإنتصار والألم

وجدير بالذكر أن المجتمع العربى من حولنا غنى بأنماط فكرية وقضايا متنوعة تسمح بإستغلالها فى أعمال النحت , فالبحث والغوص داخل الشخصيات والحالات الشعورية يضع عدد من أساليب وفلسفات النحت المعاصر مما يشكل داعياً ومحفزاً لإنتاج أعمال نحتية تعكس تلك الإنفعالات وتعبر عنها , في محاولة لدمج التشكيلات النحتية مع المحتوى الفكري ولذا قدم الباحث دراسة تحليلية لبعض الأعمال التى قام بتنفيذها فى ضوء هذا السياق و أوضح من خلالها إستلهام الجوانب الإنسانية للنفس البشرية فى أعمال النحت ,.