أصبحت التكنولوجيا ضرورة تقتضيها متغيرات العصر الحديث ، حيث ساعدت التكنولوجيا على تطوير الكثير من الآلات والمعدات التى يستخدمها النحات ، مما كان الأثر فى سرعة إنجاز أعماله النحتية ، ولقد أضافت التكنولوجيا قدرات جديدة للإنسان لم يكن يمتلكها من قبل ، وقد كان لتلك الإمكانيات التى أتاحتها له أن ضاعفت من قدرته فى عملية الخلق والإبتكار الفنى واستحداث أنواع جديدة من الفنون قائمة على الإنتاج التكنولوجى الحديث .

وتطوراً لما يحتاجة هذا المجال فى التشكيل وأسلوب التعبير واستحداث رؤى تشكيلية وتعبيرية جديدة من خلال التكنولوجيا الحديثة للعدد والأدوات والخامات المستحدثة جاء هدف البحث للاستفادة من تلك التطورات التكنولوجية ومواكبة التطور الهائل لها كمدخل لإثراء تدريس فن النحت البارز واستحداث أساليب تشكيل جديدة عن طريق استخدام ماكينة الراوتر المتعددة الوظائف واستخدام الخامات المستحدثة فى إنتاج أعمال نحتيه تحاكى التطور التكنولوجى.

أصبح الفنان المعاصر جزء لا يتجزأ من الواقع التكنولوجى الذى نعيش فيه وما يحدث به من تغيرات ، تؤثر بدورها على رؤيته ونظرته للأشياء ، واستجابة لمستحدثات ، والمتغيرات وإحداث نوع من الإبداع والإبتكار من خلال استخدام التكنولوجيا المستحدثة ومواكبة كل ما هو جديد دون إنفصال عن الواقع المعاصر .

مع التطور العلمى الهائل الذى حدث فى الفترة الأخيرة ظهر عامل التكنولوجيا الرقمية كمحرك كبير لزيادة الإنتاج ، وذلك الأمر الذى أدى الى سيادة التكنولوجيا الرقمية فى كافة المجالات .

التكنولوجيا كلمة إغريقية الأصل ، حيث إنها تجمع بين مقطعين كل منهما للدلالة على شئ ما ، فالمقطع الأول تعنى الفن أو الحرفة والمقطع الثانى وتعنى كلمة أو كلام ، لذا إقترنت كلمة تكنولوجيا دائماً بالجانب الفنى التطبيقى ، لذلك كان اليونانيون يستخدمون المصطلح للدلالة على الفنون الرفيعة والمجالات التطبيقية .

و بذلك يتضح لنا أن مصطلح Technology يعنى علم الفنون او علم التقنية و يمكن تعريفها على أنها علم التطبيق المنظم للمعرفة العلمية . وهى التطبيقات القائمة على تحويل المعلومات من صورتها الأصلية فى أى من التكنولوجيات الثلاثة الأولى إلى صورة يمكن التعامل معها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتحليلها وتناقلها وتطبيقها فيما يعرف بالرقمية