تعتبر فنون الأوبريت من أهم فنون الترفيه لما تعكسه من مفاهيم وما يوفره من ترفيه وإدخال السرور على النفوس، ويعتمد نجاح أي عرض في جذب المشاهد للعمل الفني وتفاعله معه، ويتحقق ذلك من ربط عناصر العمل الفني مع بعضها البعض. وتعد الأزياء أحد أدوات التعبير لفنون الأوربت ويخضع بطبيعة الحال للحدث المسرحي ومقتضيات الدراما لذا تلعب الازياء دوراً هام اً في التشكيل لا يقل أهمية عن الديكور والإضاءة، بل إنها تعد في مضمونها جزء لا يتجزأ عن الديكور بوصفها مناظر متحركة، كما أنها وسيله تعبير درامية قوية حيث إنها تُسهم في تجسيد عوامل الزمان والمكان، بل وطبيعة الإنسان المادية والاجتماعية والمعنوية.

إن التراث الثقافي هو أمر ضروري لصحة وهوية المجتمعات، فالتواصل مع التراث بجميع أشكاله له تأثير إيجابي على نوعية الحياة لذا تهدف التنمية المستدامة للتراث لتعزيز الرفاهية والتنمية الإبداعية والاقتصادية، ويعد تصميم الأزياء إبداع فني يثرى الحاضر ويلهمه من خلال ما يحمله من رؤية جديدة ومبتكرة من التاريخ والتراث الشعبي المصري، فالتراث الشعبي يقدم نموذجا للإبداع والممارسة وهما الأعمق ارتباطا بأنماط التنمية المستدامة. وبما أن من أهم وسائل الحفاظ على الحضارة والتراث المصري هي توثيقه، لذا فقد تناول البحث رؤية جديدة لتصميمات أزياء وملامح ستة شخصيات لعرائس أوبرت الليلة الكبيرة وتم تطبيق ذلك من خلال تصميم مقترحات تصميمية لأزياء وملامح كل شخصية ، وتم استلهام تصميمات الملابس من الموتيفات الشعبية المصرية لتحيق التنمية المستدامة للتراث وقد بنيت التصميمات على ثلاث محاور هم المحور الأول " تحقيق التصميمات للتنمية المستدامة " المحور الثاني " تلائم التصميمات مع التراث الشعبي" المحور الثالث " تناسب التصميمات مع السياق الدرامي للعمل الفني " وتم التيقن من مدى الصدق والثبات للمحاور، إلى جانب اجراء استبيانات لاستطلاعات أراء محكمين عن تحقق محاور التصميمات، وقد استنتج نجاح المحاور، وبالتالي تحقق الغرض من البحث وهو رؤية جديدة لتصميمات ملابس لشخصيات فنون الأوبريت كمدخل لاستدامة التراث.وقد اشتملت نتائج البحث على الاتي : تصميم تصميمات لأزياء شخصيات مسرحية الليلة الكبيرة واستلهامها من الموتيفات الشعبية المصرية يحقق التنمية المستدامة للتراث ، تحقيق رؤية جديدة لأزياء مسرحية الليلة الكبيرة تتناسب مع السياق الدرامي للمسرحية وتحمل طابع التراث الشعبي.