في ظل تداعيات جائحة كوفيد 19 المستجدة التي كان من شأنها تغيير مظاهر الحياة الإنسانية وبالتالي الأهداف التصميمية المعاصرة لتهدف بشكل محوري أولوية تحقيق الصحة والاستدامة البيئية والراحة الوظيفية والفيسيولوجية لمستخدمي العمارة الداخلية لتبني علاقة تبادلية بين الانسان والبيئة والعلوم، ولذلك تهدف هذه الورقة إلى بلورة الهيكل التشكيلي لعلم البلورات ومردوده على استراتيجيات التصميم الحيوي في محاولة لتحقيق الوظيفة التواصلية بين الانسان و الطبيعة من حوله وفي إطار تصميم حيز العمارة الداخلية وانعكاسها على الطاقة الداخلية للإنسان من منظور العلوم البلورية الهندسية والتعرف على التطبيقات التقنية التكنولوجية والذكية الحديثة للتعامل مع الظروف المستجدة التي تتضافر مع مبادئ الاستدامة البيئية. النقاشات حول الإمكانيات اللانهاية التي تطوعها لنا الطبيعة وسلاسة العلاقة النفعية والجمالية بين الطبيعة والبشر نتيجة لسهولة إدراك عناصرها ليصلح الالهام من العالم البيوفيلي ما فسده البشر والتكيف مع المشكلات الصحية والعالمية التي تطرأ عليه وايجاد حلول لتصميم العمارة الداخلية ودمجه مع امكانيات علم البلورات المستوحى من الطبيعة.

تقدم هذه الورقة التعرف على استراتيجيات العلم البلوري ومردوده التشكيلي والإدراكي والجمالي على التصميم الوظيفي للحيز الداخلي البيوفيلي الحيوي، وإمكانيات تضافر العلوم والفنون معا لتطوير فكر الاستدامة مما يعزز تجربة مستخدمي العمارة الداخلية في ظل الاحداث المستجدة لجائحة كوفيد 19 وتوفير قدر كبير من الترابط مع الطبيعة ومن ثم خدمة الحاجات البشرية المعاصرة بشكل فعال ومبتكر يتناسب مع مبادئ الحفاظ عليها باستخدام خامات وتقنيات صديقة للبيئة لتقديم المحتوى المادي المثالي للنتاج التصميمي الداخلي المستوحى من عناصر الطبيعة. يوجه التصميم البيوفيلي الحيوي بدمجه مع نتاج علم البلورات في العمارة الداخلية إلى أهمية الوجود حول الطبيعة واحترامها، بل واقحامها في حيز العمارة الداخلية لضمان جودة البيئة الداخلية الملهمة من عناصر الطبيعة وأثرها الوظيفي والنفعي على مستخدميه لتحقيق الهدف المرجو منه انشاء الحيز.