إن الفنون الصخرية من الرسوم والنقوش في المملكة العربية السعودية هي إرث ثقافي وأحد الشواهد الدالة على الحضارة التي عبرت ووثقت عن أفكار وحياة المجتمعات القديمة التي استوطنت أراضيها. وتعد النقوش الدادانية أحد هذه النقوش الصخرية المتواجدة في منطقة العلا التي اهتمت بها المملكة العربية السعودية مؤخراً مما لفت اهتمام الباحثة لإلقاء الضوء نحو هذه النقوش، بناء على ذلك تمحورت مشكلة البحث في إمكانية الاستلهام من التراث الثقافي السعودي للنقوش الدادانية في استحداث تصاميم خزفية معاصرة. وكان هدف البحث الوقوف على النقوش الدادانية كونها تراث ثقافي وطني عاكس للحضارة الإنسانية الممتدة منذ العصور القديمة في أرض المملكة العربية السعودية للإفادة منها في استحداث تصاميم خزفية معاصرة تربط الماضي بالحاضر ويستفيد منه، معتمداً على المنهج التاريخي والتحليلي. وتمثلت أهمية البحث في تنمية المعرفة بالنقوش الدادانية وتعزيز التراث الثقافي الوطني للانتفاع منها في إثراء مجال الخزف بعمل تصاميم معاصرة مستنداً إلى المنهج التجريبي والوصفي. وقد اقتصرت حدود البحث على كلاً من التراث الثقافي والنقوش الدادانية والخزف المعاصر كحدود موضوعية، وعلى النقوش الدادانية من منتصف القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي كحدود زمانية، وعلى دادان (الخريبة) في منطقة العلا بشمال غرب المملكة العربية السعودية كحدود مكانية. ومن أهم النتائج التي توصلت إليها الباحثة هي أهمية النقوش الصخرية في فهم الحقب السالفة كونها تراث ثقافي حافظ لهوية الشعوب السابقة وشاهد على إبداعهم، وأن النقوش الدادانية هي من الثروات الثقافية السعودية التي يمكن للخزاف أن يستلهم منها في استحداث تصاميم لخزفيات معاصرة تدمج ما بين عراقة الماضي وتبرز تطور الحاضر بمفاهيميه الفنية المواكبة لعصره. لذلك كان من توصيات البحث تقصي النقوش الصخرية السعودية وما تحتويها من تراث ثقافي لإبرازها بمجالات الفنون بصورة تتناسب مع عصرنا الحالي وتعكس رقيه.