منذ البدايات الأولى لصناعة الكتاب وظهورها للوجود كان الأسود والأبيض هما اللونان الرئيـسيان وبفضلهما حققت طباعة الأوراق والكتب نجاحها، تناول البحث دراسة مفهوم وأهمية الأبيض والأسود والعلاقة الفنية التشكيلية والتضاد كقيمة جمالية وتشكيلية ناجحة وذلك لأستكمال رؤية جمالية فنية ومعالجة غلاف كتاب الديوان الشعري. يعد الغلاف هو عمل فني بصري من الفنون التشكيلية إلا إنه منتج يؤدي غرضاً ترويجياً، فغلاف الكتاب من أكثر عناصر الجذب للقارئ، حيث ساعد في سرعة الإتصال والتواصل مع المتلقي وخلق الحالة الفنية للمعالجة الجرافيكية الناجحة من خلال التوازن بين الأبيض والأسود وتبادل الأدوار، فهو يعد عمل تشكيلي متكامل بين أجزاء التصميم من الشكل والخط المستخدم والالوان وشعار دار النشر والبيانات كلها بجانب الكعب والظهر ايضا كعمل واحد لا يمكن فصله، والغلاف الناجح هو الذي يجتمع فيه آراء المصمم والمؤلف والناشر معا، ويعتمد المتلقي عند اختياره على العناصر التصميمية المستخدمة في تصميم الغلاف والتي تؤثر في النهاية على قرار الشراء.

هدف بالكشف عن جدلية العلاقة بين الأبيض والأسود عن طريق الأساليب الفنية المختلفة للمعالجة ومدي نجاح التكوين الفني اعتماداً علي الأيض والأسود وقدرتها علي مخاطبة وجدان المتلقي، ومن أهم أسباب نجاح التكوين الفني إتباع مبادئ الجشطالت، عناصر وأسس التصميم، من قيم جمالية وفنية منها الأسس: (الوحدة، الإيقاع، الإتزان، الحركة، التباين،التأكيد، النمط)، والتي تنتج من عملية تطويع عناصر التصميم من (خط، شكل، هيئة، لون، قيمة، ملمس، فضاء)، وان للأبيض والأسود والدرجات اللونية الرمادية فيما بينهما الفضل في سرعة الإدراك في عصر الألوان المبهرة، وسلط البحث الضوء على المعالجة الجرافيكية للأبيض والأسود في تصميم غلاف ديوان الشعر، واستخدام المنهج الوصفي لتحليل نماذج من أغلفة ديوان الشعر المعالجة جرافيكياً بالأبيض والأسود.