يعد التراث واحد من أهم المصادر التي يؤخذ بها في معظم مجالات التربية الفنية باعتباره رصيد من الخبرات الفنية التي تحمل العديد من المدلولات والمنطلقات الفكرية. وتعددت الاتجاهات والمدارس الفنية في استحداث أساليب وطرق تشكيل متنوعة تستلهم من التراث، وذلك في إطار أفكار وصياغات مبتكرة، تتميز بالأصالة الفنية والتواصل الثقافي، فيلجا الية الباحثين والفنانين بوجه عام ودارسي أشغال المعادن بشكل خاص، للبحث والتنقيب عما يثري مخيلتهم الإبداعية، باعتباره رصيد من الخبرات الجمالية التي تحمل في طياتها العديد من المدلولات الفنية والثقافية.

وفي هذا البحث تم استخدام الأشكال الرمزية للفن المصري القديم بما يتناسب مع فكر وفلسفة التربية الفنية، وذلك كمدخل للاستحداث قناع تنكري معدني للإثراء مجال أشغال المعادن والتأكيد على أهمية التشكيل اليدوي، وتطويع أنواع مختلفة من الخامات والعناصر في صياغات تشكيلية، باستخدام الأساليب والتقنيات المعدنية الشائعة. كل هذا ادي الي استحداث عمل فني معدني يتسم بالقيم الجمالية والوظيفية. واعتمدت تجربة البحث على طلاب الفرقة الرابعة بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية بجامعة المنوفية، من خلال مقرر أشغال معادن (2) عام 2022. حيث جاءت فكرة البحث من خلال الطلاب الذين يريدون استخدام قناع تنكري خلال حفل تخرجهم النهائي. فكانت الفكرة وتمت صياغتها من خلال تنفيذ مشغولة معدنية على شكل قناع تنكري من صنع أيدهم والاستفادة بما تم تدريسه. كما أكدت الفكرة على الاستفادة من المقررات الدراسية، والتأكيد على أهمية الاعمال اليدوية، وكيفية الاستفادة منهما لتنفيذ أي مشغولة فنية، سواء كانت معدنية او غير معدنية.

وتكمن أهمية البحث في كيفية الاستفادة من الأشكال الرمزية للفن المصري القديم وتوضيح مفهومها واستخدامها في تشكيل وتكوين مشغولة معدنية كالقناع المعدني التنكري ذات قيم تصميمية وتشكيلية وجمالية ووظيفية. فضلا عن تأصيل الهوية المصرية وترسخها لدي الطلاب شباب المستقبل.