تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على التركيب التشريحي والطبقي لمكونات أحد التوابيت الخشبية متعددة الألوان التي يعود تاريخها إلى عصر الانتقال الثالث والمحفوظ حاليًا بالمتحف المصري بالقاهرة.

يمثل التابوت الخشبي ، موضوع الدراسة ، مرحلة مهمة في تطور التوابيت الخشبية عبر العصور المصرية القديمة ، خاصة في عصر الانتقال الثالث ، عندما استخدم الصانع والفنان أفضل الأخشاب المستوردة وهو خشب الأرز اللبناني.

وقد تم نحت التابوت الخشبي من خشب الارز على شكل أدمى والتابوت مغطى بطبقة من الجبس. استخدم الصانع العديد من الألوان مثل الأصفر في الأرضية ، بالإضافة إلى الأزرق المصري والأخضر والأسود والأحمر.

التابوت الخشبي بحالة جيدة من حيث الحفظ ،رغم العرض في الظروف البيئيه غير الجيدة والمناسبة للعرض المتحفى وقد استخدم الباحث بعض أنواع الأساليب العلمية الحديثة لفحص وتحليل مكونات التابوت الخشبي متعدد الألوان باستخدام الميكروسكوب الإلكترونيالماسح (S.E.M) ،تحليل حيود الأشعة السينية (XRD) ، وكذلك التحليل باستخدام مطيافية الأشعة تحت الحمراء (FTIR). .



أشارت النتائج إلى أن قدماء المصريين استخدموا خشب الأرز المستورد والمغرة الحمراء (المعروفة أيضًا باسم الهيماتيت) للحصول على اللون الأحمر وأكسيد الكادميوم للون الأصفر وبعض الألوان الأخرى مثل الأسود والأخضر والأزرق المصري على حامل الجبس. تم استخدام التابوت الخشبي وعلى غطاء التابوت نفسه ، لاصق الغراء الحيواني بين مكونات وجزيئات طبقة التحضير ، وكذلك أجزاء الطبقة اللونية التي تم فحصها خلال هذه الدراسة.

اعتقد العقيدة المصرية القديمة أن حماية الجسد بعد الموت أمر حيوي. الحفاظ على الجسد من أهم أولويات المتوفى للوصول إلى الخلود والدخول إلى حقول "الإيرو" أو الجنة في العالم السفلي. ومن ثم كان على المصريين أن يتحملوا الكثير للحفاظ على الجسد من خلال عزله تمامًا عن البيئة المحيطة وذلك بدهن الجسم بمواد التحنيط واستخدام الكتان المغمس في الراتنج. علاوة على ذلك ، يتم لف الجسم بلفائف من الكتان بأشكال وخصائص مختلفة. خضع التابوت الخشبي للعديد من مراحل التطور من أجل خدمة المعتقدات الدينية والأيديولوجية للمصريين. كانت التوابيت الخشبية قد بدأت في شكلها البسيط ولكنها تطورت فيما بعد بشكل هائل ، خاصة في عصر الدولة الحديثة والعصر المتأخر {1}.