الرسم من خلال فنون الأداء يتميز بإبداع فني له سمات خاصة، حيث يستطيع الفنان أن يحقق بعداً بصرياً من خلال قدرته الفنية والتقنية وتحقيق التفاعل والتي تعطي تأثيراً مختلفاً في الحصول على نتائج مميزة مما جعل معطيات هذا الفن تختلف عن معطيات الفنون الأخرى من خلال قيمها الفنية الخاصة التي أصبحت تواكب المتغيرات والاتجاهات الفنية المعاصرة. كما إن الرؤية التقليدية التي كانت تحد من إمكانيات الفنان الجرافيكي قد تغيرت كثيراً على ضوء التطور الفني المعاصر والتقنيات الحديثة في العملية الإبداعية،حيث بدأ فنانو الرسم المعاصر في كسر تقاليد موضوعات الفن التقليدية بفرض نظريتهم في مجال الممارسة العملية كأحد أشكال التبادل لتكون أحد الأمثلة الشاملة للتجربة المشتركة، و يتيح الرسم من خلال فنون الأداء إمكانية التجربة المشتركة، من خلال العمل التعاوني ومن خلال روح الجماعية، حيث يكون المشاهد مشارك في العمل الفني في المناخ الاجتماعي الاقتصادي الحالي، يلتقي المشاركون من مختلف البيئات والأماكن على مستوى العالم بأكمله.وبهذا يتمثل دور المتلقي في استعمال خيالهِ، لاستكشاف القيم الجمالية بالعمل الفني حتى يحقق الشعور بالمتعة، فالخيال أحد مظاهر الرؤية الفنية، وفي الأعمال الفنية الجرافيكية التفاعلية أصبح على المتذوق دور آخر وهو المشاركة في استكمال العمل الفني الجرافيكي طبقا لما حدده الفنان مسبقاً، وعلم الجمال يهتم بدراسة جوانب العملية الإبداعية المتمثلة في جوانبها الثلاثة (الفنان، المتلقي، والعمل الفني) فالصلة وثيقة بين هذه الجوانب ومن خلال هذه الصلة يبرز دور المتلقي فدوره الإيجابي الفعال الذي يتمثل في المشاركة و يترك أجهزته الحسية تتقمص موضوعات العمل الفني الجرافيكي. وتناول البحث دراسة الرسم من خلال فنون الاداء، ودورها كوسيط اتصالي، ودراسة الفن التفاعلي كمفهوم ونشأة، ومفهوم الرسم من خلال فنون الأداء، خصائصه وأنواعه، ثم يتناول البحث دراسة تحليلية لتقنيات الرسم من خلال تحليل نماذج أعمال بعض الفنانين والإستفادة منها في أعمال فنية معاصرة تتميز برؤى تعبيرية متعددة تثري الجانب التفاعلي للرسم وتعبر عن مدلولات ومضامين مختلفة يصعب التعبير عنها بالطرق التقليدية، والتي تضيف للرسم أبعاداً جمالية تجذب المتلقي وتخاطب حواسه.