شهد العالم العديد من النقلات الفنية المتأثرة بالتغيرات السياسية وتغير فكرالأنماط الإستهلاكية ومع بزوخ الحروب العالمية الأولى والثانية حدثت العديد من الإنقلابات الفنية والإعتراضية على المدارس الكلاسيكية للفن وتلاها الثورة على المدارس الحديثة ليظهر عصر ما بعد الحداثة والذى بدأ بنهاية ستينيات القرن الماضى مؤثرا بقوة فى فكر الأعمال الفنية وصور صياغتها ومتسعا فى استخدام الوسائط المتعددة ومتناولا الفراغ بصور فنية مبتكرة وحديثة لم يتم تناولها من قبل فنظر إلى الفراغ على أنه عنصر أساسيا مهما فى قيام العمل الفنى وأحيانا يتصدر دور البطولة فى كتابة سيناريو الحدث لعرض العمل الفنى والتفاعل معه، نبع كل ذلك من تغير فكرة إستهلاكية الفن وتجاريته والنظر للفن بأنه مادة تخاطب الذهن وتحث العقل على البحث والتأمل ومخاطبة الوجدان، ومنذ بداية اتجاه فنون المفهوم أو الفنون الذهنوية باتجاهاتها المتعددة تم تناول عنصر الفراغ بأشكال متعددة ومتنوعة مبتكرة أثرت فى حركة الفنون التشكيلية للأعمال الفنية عامة والزجاجية خاصة فظهرت أعمال فنية زجاجية تحمل أفكار وأهداف أكثر عمقا من مجرد وجودها كعمل فنى جمالى تتعامل مع الفراغ بإيقاع متناغم وتتبادل الأدوار بين ماديات العمل الفنى ووسائطة وبين الفراغ وقدرته على ربط أجزاء العمل الفنى بعضها البعض وربطها ايضا بالمتلقى ودمجه معها واتجه التشكيل إلى التعامل مع الفراغ الحقيقى بدلا من الفراغ الإيهامى بأنواعه المتعددة وتواجدت على الساحة الفنية الأعمال التى تجمع فراغات متعددة فى العمل الفنى الواحد بما يخدم فكرة العمل ويثريه الأمر الذى يقود إلى:-

مشكلة البحث والتى تتمثل فى:-

الحاجة إلى التعرف على دور الزجاج فى تشكيل الصياغات الفراغية للأعمال الفنية فى ضوء فن المفهوم بإعتباره من الفنون التى أولت الفراغ أهمية كبرى فى الفنون وتعاملت معها كعنصر أساسى للعمل الفنى.

ويتمثل هدف البحث فى:-

فهم الصياغات الفراغية التشكيلية فى الأعمال الفنية من الزجاج فى ضوء فن المفهوم بإعتباره من أهم الحركات الفنية لفنون ما بعد الحداثة والفنون المعاصرة.

منه تتحدد أهمية البحث:-

فى التعرف على الصياغات التشكيلية للفراغ فى ضوء أحد أهم الفنون معاصرة من خلال الزجاج الأمر الذى ينعكس على استمرارية إثراء فنون الزجاج بأعمال فنية مواكبة لما بعد الحداثة والمعاصرة.