يتسم العصر الحالي بالتقدم التکنولوجي، وثورة المعلومات، والتغير السريع في جميع المجالات، مما دفع الفنان التشکيلي إلى استغلال طاقته لممارسة أشکال ومداخل التجريب المختلفة للوصول إلى أفضل المرئيات والمدرکات الحسية، وتحقيق الحرية الفکرية الکاملة في التعبير الفني، ولعل ذلک يدفعنا إلى تعليم الطلاب کيفية التفکير البصري کأحد مداخل التجريب، والذي يوفر لهم فرصة استيعاب وفهم الصلة وراء ما يرسمونه من موضوعات، ويمکنهم من ربط رسوماتهم بأفکار أو أهداف أخرى جديدة لم يتم التفکير فيها مسبقًا وتتسم بالإبداع . ومن ثم فإرساء قاعدة التجريب في التصوير المعاصر عند دارسي الفنون من خلال التدريب على مهارات التفکير البصري قد يؤدي إلى تنمية قدراتهم الإبداعية، ويعد مدخلًا لابتکار صيغ تشکيلية جديدة ورؤى متحررة من قيود الواقع المرئي وهو ما يتجه اليه البحث الحالي بالدراسة والتحقق منه. حيث يهدف البحث إلى تنمية الابداع لإثراء التصوير المعاصر من خلال مدخل تجريبي قائم على توظيف مهارات التفکير البصرى في اطار التنوع في استراتيجيات التدريس لتنمية القدرة الابداعية لدارسي التصوير التشکيلي المعاصر، وقد تم اجراء تطبيقات البحث على عينة تکونت من (38) طالبة بکلية التصاميم والفنون التطبيقية بجامعة الطائف بالمملکة العربية السعودية، وتم تقسيم العينة إلى مجموعتين الأولى تجريبية (20) طالبة، والثانية ضابطة (18) طالبة، وتم استخدام التصميم التجريبي القبلي البعدي التتبعي، وحصلت المجموعة التجريبية على (8) جلسات للتدريب على استخدام مهارات التفکير البصرى في محاولة لتنمية الابداع واثراء التصوير التشکيلي المعاصر، وبعد انتهاء الجلسات تم تقييم انتاج طالبات المجموعتين التجريبية والضابطة باستخدام لوحات تصويرية تمثل تجربة البحث وتحقق أهدافه، وقد تم القياس التتبعي لطالبات المجموعة التجريبية فقط بعد مرور شهر من القياس البعدي، وقد أظهرت النتائج استمرارية ارتفاع مستوى الابداع لدى طالبات المجموعة التجريبية المتدربات، مما يثبت أهمية توظيف مهارات التفکير البصرى في تنمية الابداع لإثراء التصوير المعاصر.