تفرض التطورات السريعة التي تحدث في عالم اليوم على مسئولي التعليم في الكثير من بلدان العالم النظر في برامج وخطط التعليم بما يتلاءم مع تلك التطورات والتغييرات. وتعتبر المناهج الدراسية القلب النابض للمسيرات التعليمية في التعليم الابتدائي والثانوي لاسيما التعليم الجامعي ومن ثم فإنها أصبحت أكثر عرضة من غيرها للتغييرات والتحسينات. ومن ضمن تلك الأفكار والتحسينات التي تم طرحها وتنفيذها فكرة المناهج التكاملية. وفكرة تكامل المناهج ليست من الأفكار الجديدة بالكلية، ولكن التطورات الأخيرة وكثرة الشكاوى من تجزئة المعرفة والانفصال بين ما يتم تدريسه وما يحدث في الواقع، وغيرها من العوامل التي أدت إلى بروزها كأحد الاتجاهات الحديثة في المناهج التي قد تعين في تجاوز العديد من المشاكل التي تواجهها الطرق الأخرى في بناء وتصميم المناهج.

من هذا المنطق رأت الباحثات الحاجة إلي تجربة تكامل المقررات في صفوف التعليم الجامعي هو الأولي لكون المعارف في هذه المرحلة تكون أكثر ترابطا واتساقا ، وبهذا تم عمل خطة تطويرية للتكامل بين مقررين أساسيين في خطة برنامج التصميم الداخلي بجامعة طيبة، وبهذا كانت مشكلة البحث تدور حول اهدار وقت وجهد ومال الطالبات في تكاليف ومهام مختلفة بين المقررات بالرغم من التشابه في أهداف التكاليف ، ويمكن تلخيص هدف البحث في السعي لإكساب الطالبات القدر الأكبر من الخبرات وتحقيق أهداف المقررات دون اجهاد الطالبات ذهنيا واقتصاديا وبهذا تفترض الباحثات أن تطبيق منهج التكامل بين المقررات يساعد على تحقيق أهداف المقررات العلمية بكفاءة وجودة . ومن هذا المنطلق قامت الباحثات بالعمل على دمج مقررين أساسين من برنامج التصميم الداخلي في المستوى الرابع، مقرر (استديو التصميم الداخلي(1) تصميم سكني) مقرر (تصميم الأثاث) ، تعتمد الخطة المنفذة على الربط بين الموضوعات النظرية التي تقدم في كلا المقررين بنسبة 55% مع التطبيق العملي لها الذي ربط مخرجات التعلم في كلا المقررين و بنهاية تدريس المقرر تم تسلم الطالبات مشروع عملي تطبيقي يحقق اكتساب الطالبات المعارف والمهارات لكلا المقررين بطريقة متكاملة.