يتناول البحث فاعلية دمج الطبعة الرقمية الفنية The Digital Print بإمكاناتها الهائلة وآفاقها البصرية المتسعة مع طبعة المونوتيب الفنية The Monotype Print بتعبيريتها الشديدة الخصوصية في العملية الإبداعية ذاتها، لنتاج طبعة فنية فريدة متعددة الوسائط، أصيلة غير متكررة.

في العقود القليلة الماضية تم قبول الطبعة الرقمية الفنية كفرع أصيل ضمن أفرع المجال الطباعي الفني، بل وتم الإحتفاء بها من قبل حلقات الحفر والطباعة بالمحافل الدولية الفنية المتخصصة نظراً للثراء البصري لهذا الوسيط وامكاناته التكنولوجية والتقنية المتطورة والمستمرة في التطور الفائق السرعة، مضيفةً إمكانات أكثر إحترافية وتعقيداً وتمكناً كل لحظة في هذا العصر الرقمي الذي نحياه.

وتأتي طبعة المونوتيب الفنية بطابعها العفوي وتعبيرية مُخرجاتها كخلاص تقني مبسط من العملية الأكثر تعقيداً في مجال الحفر والطباعة، مشاركةً نتائج هذا المجال الشاسعة من حيث الحلول البصرية والتنوع الأسلوبي، إضافة لشعور الترقب للفنان الممارس في انتظار النتيجة النهائية بعد عملية الطباعة، بما تحمل من بعض الصدفة والنتائج غير المتوقعة نتيجة لكبس الورق على القالب الطباعي غير المحفور.

فيركز البحث على أهمية استغلال الوسائط المختلفة ومزجها في العملية الإبداعية الفنية للوصول للنتائج المرجوة من خلال توضيح أهمية دمج الطبعة الرقمية الفنية بطبعة المونوتيب الفنية في عمل واحد، مظهراً القيمة البصرية والفلسفية التي تنبع من التضاد بين المُميكن الرقمي واليدوي، وبين المعاصر والتقليدي، هذا التناقض الذي يولد إبداعاً مرئياً غزير العناصر في هيئة طبعة فنية فريدة غير متكررة. ويبلور البحث أهمية التأرجح في العملية الإبداعية الفنية البصرية بين المدروس والإنفعالي والتي دوماً ما شغلت فكر الباحث في مشروعه الفني العام، ومشاريعه الفنية المتخصصة.

وأخيرا يشمل البحث تجربة تطبيقية لذلك الدمج الوسائطي الفني من خلال إشراك مجموعة منتقاه من الطلبة المتميزين بقسم الجرافيك، بكلية الفنون والتصميم، في مشروع فني بصري متعدد الوسائط خارج الإطار الأكاديمي، لإثراء المعرفة التقنية والتنفيذية لدى هؤلاء الطلبة الواعدين، واعدادهم للإنخراط في الحركة الفنية البصرية.