هذه الدراسة عن الفتحات فى العمارة السکنية المصرية القديمة والتى لما يتبقي منها ما يصف بدقة ما کانت عليه اذا ما قورنت بالعمارة الجنائزية والدينية فقد کانت عمارة نباتية وطينية زائلة لم يتثنى لها البقاء -عن قصد- فلم تحظى بصفة الخلود عند المصرى القديم نتيجة ايمانه القوى بالحياة ما بعد الموت وانها هى الحياة الباقية الاطول الخالدة وبالتالى انعکس ذلک على اهتمامه بخلود المبانى الدينية والجنائزية أما المبانى السکنية فهى زائلة بزوال الحياة الدنيا، وبالرغم من ذلک فقد حظيت باهتمامه فى الدراسة والتصميم وتضمنت قيم رمزية هامة، مما دعى الى البحث عن النماذج التى خلفها لنا المصري القديم لتساعد فى اکتمال الصورة التصميمية لها، والبحث عن العوامل المختلفة وراء اختلاف تصميم النوافذ والابواب من مکان لآخر، ومن هنا فالدراسة تهدف الى وصف وتحليل الفتحات فى العمارة المصرية القديمة من نوافذ ومداخل وأبواب لما تقوم به من أهمية جمالية ووظيفية فى آن واحد وما تضمنت من قيم رمزية أيضا، بالاضافة الى التعبير عنها فى اللغة المصرية القديمة وما تشير اليه الکلمات وارتباطها بالشکل المعبر عنها فى الکتابة الهيروغليفية، ومع اختلاف مکان الفتحات يختلف دورها وتصميمها من حيث عناصر وأسس التصميم المستخدمة فى کلا منها وماتعبر عنه بعض الاشکال المصورة فى الحقيقة من خلال مقارنتها بما تم العثور عليه من نماذج حقيقية وإن قل عددها، کمحاولة للحصول على صورة تقترب للکمال والحقيقة کلما أمکن وهو ما ستقوم الدراسة عليه من خلال تناول الاعمال التى تصف واجهات القصور کما فى الاسم الحورسي للملوک وتصوير المنازل والقصور على جدران المقابر او البرديات وبعض النماذج القليلة التى نجت لتخبرنا بما کانت عليه هذه الفتحات، ومع الوصف والتحليل يمکن تحديد معطيات التصميم وما حققه المصمم ومدى ملائمته لطبيعة المبنى المستخدم والرموز المستخدمة ودلالاتها وتفسير بعض الاشکال والخامات.