إن استغلال المناطق الأثرية کأحد عناصر السينوجرافيا ليس بالجديد , فقد استمرت المحاولات منذ وقت طويل لتوظيفها عبر مختلف دول العالم ( إما في حفلات أو عروض موسيقية ... إلخ , و لکن طريقة استغلالها و الدمج بين العناصر الحية الخاصة بالعرض المسرحى و العناصر الفيلمية المصورة و الاستعانة بأفراد من الشباب الغير محترفين کنوع من المشارکة الفعالة بين الجمهور و المؤديين في أداء أجزاء من الاحتفاليات و الدمج بين کل هذه العناصر مع الإضاءة والتصوير الفيلمى لبعض الأجزاء الخاصة بالعرض و تجهيز الأماکن الغير معدة مثل طريق الکباش و المعابد المصرية القديمة في اطار السعي الى تحقيق التواصل مع الجمهور و اکتساب جمهور جديد و ذلک لإحداث تغيرات اجتماعية متمثلة في لفت الانتباه الى أهمية ما نمتلکه من ارث حضاري و الذى سيظل عبر العصور عاملا هاما و محوريا في التأکيد على الانتماء الوطني , و قد نجح عرض افتتاحية طريق اکباش بعد تطويره و ترميمه على دعم الشعور بالهوية الوطنية و الإحساس بالفخر لدى الأجيال الجديدة لما رکز عليه من اظهار جمال و عظمة الآثار المعمارية المصرية القديمة و التي شهدت على عظمة الفنان المصري عبر العصور فقد استطاع هذا الاحتفال أن يحرک المياه الراکدة في تجربة جديدة متمثلة في احتفالية کبيرة يحضرها السيد رئيس الجمهورية و السادة الوزراء و العديد من سفراء الدول و الشخصيات الهامة بالإضافة الى نقل أحداث هذه الاحتفالية الى العالم بأکمله بطريقة تختلف عن ما سبق تقديمه من حفلات في مناطق أثرية کانت معدة کنموذج مسرحي و ابتکار آليات تم على أساسها إعادة إستغلال هذه المنطقة التراثية من خلال إقامة هذه الافتتاحية تحت رعاية الدولة و تبنى و رعاية المواهب الإبداعية لدى الشباب المصرى الذى يملک طاقات إبداعية في مختلف المجالات .