الملخص:
يسعى الفنان المعاصر إلى الثورة على المفاهيم التقليدية الموروثة ، من خلال التأکيد على البعد الفکرى الوجدانى للخامة ، التى أصبحت من أهم وسائط التعبير فى العمل الفنى التصويرى، وذلک يعد بمثابة دعوة من الفنان إلى إعمال خيال وأيضاً عاطفة المتلقى إلى جانب العقل ؛ سعياً منه إلى فتح آفاق معرفية و جمالية جديدة مستحدثة ، فى محاولة منه لإعادة تمثيل العالم المرئى من خلال التعبير الفنى المباشر و غير المباشر، الذى يتجلي في ملاحظته لطبيعة و جوهر الخامة محافظاً على واقعيتها ، حيث يرتقي مستوي التعبير لديه إلى مستوي الفلسفة والسمو الفکرى، فيکسبها طاقة تخرجها من حالتها المتعارف عليها فى صورة أفکار و رؤى مجازية تتحول إلى دلالات رمزية عميقة تحمل صور حسية يتفاعل معها المتلقى من خلال إسترجاع المعرفة و الثقافة لديه ؛ فهى أيضاً دعوة للتأمل والتفکير و إعادة تأويل الطبيعة من حوله تصل به إلى إدراک القيم الکامنة و الخفية وراء شکل الخامة .
و يناقش هذا البحث الأبعد الفکرية و الوجدانية للخامة، التى تخطّت حدود الشکل وکذلک التجريب ، ليجعل منها لغة التعبير التى يخاطب بواسطتها الفنان جمهوره داعياً إياه إلى إعمال عقله و فکره ، من خلال استدعاء باقى الحواس الأخرى، و أن لا يکتفى بلغة الشکل التى أصبحت لا تتناسب مع متطلبات العصر . و يهدف البحث إلى تنمية الجانب الإبداعى لدى دارسى الفن و بخاصة طلاب کلية التربية الفنية من خلال الکشف عن الأبعاد الفکرية و الوجدانية للخامة فى التصوير المعاصر ، و کذلک الارتقاء بمستوى الفنون التشکيلية المعاصرة تقنياً و فنياً و جمالياً .
الکلمات المفتاحية :
بعد وجدانى ؛ خامة ؛ تنمية الجانب الإبداعى ؛ تصوير معاصر .