لقد تطورت المفاهيم المتعلقة بالجوانب المؤثرة فى الفن والتصميم على مدى المراحل المختلفة منذ منتصف القرن التاسع عشر نتيجة التطور الصناعى، ولاشک أن العلاقة بين بنائية الشکل والجوانب الجمالية تمثل أحد الأساسيات الهامة فى الفکر الإبداعى، وقد تعاقبت مع بداية القرن العشرين عديد من الإتجاهات المختلفة وضحت الإحلال الدائم للتطور السريع فى الفکر التصميمى نتيجــة العديد من التغيرات الإجتماعية والإقتصادية ، ومن ثم وجدت عديد من الآراء لبحث هذه الظاهرة ومدى الإبداع فى بنائية الأشکال الفنية والوظيفية من الناحية الجمالية تبعا لأحتياجات المستخدم. وتعتبر منهجية التصميم البارامتري أحد الطرق المستحدثه التى تستهدف توظيف برامج التصميم باستخدام الکمبيوتر ( مثل برامج المايا والراينو) لدعم التفکير التصميمى فى الحصول على آليات جديد يلائم مختلف المجالات الإستخدامية ، وذلک بدءاً من العمارة وتصميم المنتجات ومرورا بتصميم الأثاث المعدني. حيث اهتم المفهوم البارامترى بالتحليل المورفولوجى للوظائف ، والأنظمة البنائية شديدة التعقيد وتحديد خصائص العناصر البنائية فى تصميم نظم المنتجات وإمکانية تطويرها بصورة مرنة ومتنوعة لتحقيق القيم الوظيفية والجمالية.
من هذا المنطلق يهدف هذا البحث إلى توضيح دور منهجية التصميم البارامتري في تحسين کفاءة تصميم نظم الأثاث المعدني وتحقيق مبدأ الأستدامة من خلال التکامل بين النظريات والطرق الجديدة فى العلوم الحديثة مثل نظريات الجمال، السبرنيتک ، عوامل الإتصال وعلم الأرجونوميک. بالإضافة إلى تحسين القدرة التنافسية وإعادة توظيف واستخدام الخامات البديلة .
.. ولتحقيق هذا الهدف تم تقسيم البحث على ثلاثة أجزاء اهتم الجزء الأول بتوضيح ماهية التصميم البارامتري بينما تناول الجزء الثاني دراسة مزايا وعيوب استخدام النظام البارامتري في تصميم الأثاث المعدني وطرق تقييم وانتهى البحث بالجزء الثالث الذي استعرض تطور التفکير التصميمي فى مجال الأثاث المعدني من المنهج التقليدي إلى منهجية التصميم البارامتري, وتوصل البحث إلى ان الأثاث البارامتري اصبح يتم تصميمه باستخدام منهجية التفکير الخوارزمي عبر باراميترات ومتغيرات معينة قابلة للتطوير والتنفيذ حيث تعتمد على نظم إبداعية ذات أشکال انسيابية إبداعية غير تقليدية. کما تمنح منهجية التصميم البارامتري تصميم نظم الأثاث المعدني مستوى کبير من القدرة على التکيف مع الطروف البيئية والمواد المستحدثة وخطوط الإنتاج الحديثة ، وتحسين القيمة الإقتصادية لعمليات الإنتاج مرحلياً.