يعدُّ فنُّ التَّجهيز في الفراغ أحد الفنونِ المعاصرة المهمّة التي نجح من خلالها الفنّان في الوصول إلى مداخل جديدة للتعبير الفني عن القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة والإنسانيّة، واحتفى به العاَلم العربيّ في السّنوات الأخيرة، حيث أصبح معظم الإنتاج الفنِّي من هذا النوع، وتنافس الفنّانون لابتکار أساليبه وتقنياته، ويرجع السبب في ذلک إلى وعي المجتمع بالفنِّ واختلاف طريقة تعامله معه، ومما لا شکّ فيه أن تناول جانب التّجهيز في الفراغ في مجال التصميم الداخلي يسهم مساهمة فعالة في تدعيم وتطوير العمليّة التَّصميمية المبنيّة على أساس التّفکير العلمي. ومَعلُومٌ أنَّ المصمّم الدَّاخلي مطالب دائما أن يسابق التطور التکنولوجي والصّناعي، ولکن نادرًا ما يطالب بالرجوع إلى المشاعر والوجدان. لذلک فإن دراسة العلاقة بين التصميم الداخلي وفن التجهيز في الفراغ من شأنها أن تخلق فرصًا جديدة للتفکير في الجانب العاطفي وتُتِيحَ لِلمصمم الداخلي بناء منظومة متکاملة تجمع ما بين التخصصين العلمي والعاطفي ، ليترجمها فراغيًا حسب رؤيته الفريدة .
يتناول البحث العلاقة بين التصميم الداخلي وفن التجهيز في الفراغ على مختلف المستويات من عمليات ذهنية وأهداف کلا التخصصين، وطريقة تعاملهما مع الفراغ وکذلک مراحل التفکير والتنفيذ والرؤية الجمالية إضافَةً إلى ذلک يناقش تأثير کل من المجالين على الإدراک الحسي للمتلقي. وباستخدام المنهج التحليلي تم تحليل عشرة أعمال تصنف کأعمال تجهيز في الفراغ وتحليلها من حيث عناصر وأسس بناء الأعمال المجهزة في الفراغ، وهي العناصر المفاهيمية والعناصر البصرية والتوصل إلى مقارنة مفاهيمية بينهما، وکذلک إلقاء الضوء على نقاط الإلتقاء التي من أبرزها (الفراغ ) کل ذلک من شأنه أن يکوّن منظومة بنائية متکاملة تمکن المصمم من توظيف إبداعه في إثارة الحواس والعواطف في فراغات ثلاثية الأبعاد تتفاعل مع المستخدم .