أثرت الإيجيبتومانيا أو الشغف بالحضارة المصرية القديمة فى العديد من مجالات الثقافة الغربية، وبما أن الغالبية العظمى من التراث المصرى القديم تندرج ضمن التراث المعمارى، فقد أثرت الإيجيبتومانيا على التعبير المعمارى العالمى بدرجة واضحة. وتتمثل مشکلة البحث فى دراسة أثر الإيجيبتومانيا أو إحياء الطراز المصرى القديم فى التاريخ المعمارى الحديث على المستويين الدولى والمحلى، وتتمثل أسئلة البحث فى: (أ) ‌ما هى أبعاد العلاقة بين فکرة الإيجيبتومانيا أو إحياء الطراز المصرى القديم والتاريخ المعمارى الحديث ؟ (ب) ما هى فلسفة استخدام الطراز المصرى، والنوعية الوظيفية للمنشآت التى استخدم فيها؟ (ج) ما هى المعالجة التعبيرية التى اعتمدت عليها الفکرة؟ ويندرج البحث ضمن موضوعات الاستدامة الثقافية، وتتمثل أهداف البحث فى رصد وتوثيق استخدام الأصول المصرية القديمة فى التاريخ المعمارى الحديث، والتعرف على اتجاهات استخدام الطراز المصرى وظيفياً وتعبيرياً. وقد تم تعيين المحددات الزمنية للبحث من بداية القرن التاسع عشر وحتى منتصف القرن العشرين، وهى فترة العصور التاريخية الحديثة، والمتزامنة مع ذروة الإيجيبتومانيا فى التاريخ الغربى. ويندرج البحث ضمن البحوث المختلطة، حيث اعتمد على منهج المسح الکمى من خلال دراسة کل الحالات المتبقية والموثقة التى تأثرت بالطراز المصرى القديم سواء دولياً أو محلياً خلال المحددات الزمنية، وبلغ عدد حالات الدراسة 51 حالة دولية، وتسع حالات محلية. ثم استخدم المنهج الوثائقى من خلال الأسلوب النقدى الکيفى لتحليل فلسفة المعالجة المعمارية، ومناقشة النتائج، وتمثلت أهم النتائج فيما يلى: (1) ارتبطت فلسفة إحياء الطراز المصرى القديم فى التاريخ المعمارى الحديث بالأغراض الرمزية والمظهرية (2) ارتبطت عمارة الإحياء المصرى بأسلوب الإحياء الصريح والأسلوب التاريخى بنوعيه المرکب والبسيط (3) کان استخدام الطراز المصرى محاولة لإنقاذ العمارة الکلاسيکية الجديدة التى کانت فى طور الاحتضار.