تعد عملية التصميم الجرافيکي للفن الجداري عملية مرکبة تتداخل فيها الأسس التصميمية ونوعية العناصر التصميمية، کما تدخل فيها رؤية المصمم ونوعية التصميم والمکان المنفذ فيه من ناحية تکوينه المادي والثقافي والبيئي کما يمکن أن يؤثر عليه طراز مکان التصميم ذاته، کما تتضمن عملية التصميم الجرافيکي للفن الجداري أيضا نوعية الخامة المنفذ بها التصميم ومدى ارتباطه وقبوله للتدخلات الرقمية، ومن هنا کان للتصميم الرقمي وتکامله مع الجرافيکي دوراً في تصميم باقي المفردات الشکلية, حيث اکتسب فن الجداريات حديثا أهمية مختلفة عن فترات زمنية سابقة, فلم يعد تسجيلا لحضارات الشعوب وتجسيدا لملامح هويتها الثقافية, بل أصبح التصميم الجداري التفاعلي يلعب دورا أساسيا فى إحياء الثقافة البصرية ,ويتجاوب بفاعلية مع ثقافة المتلقي التکنولوجية والرقمية التي تغيرت مع تطور التقنيات الرقمية ودخولها بکثافة في الحياة اليومية, فانطلقت الجداريات التفاعلية الحديثة نحو تصحيح مفاهيم الرؤية, حيث يتغير مضمون اللوحات الجدارية و أسلوب تناولها الفنى والتقنى بتغير بيئتها الثقافية, کما يتوقف علي مدى تقبل الأفراد لهذه الجداريات واستيعاب جماليات التصميم الجداري التفاعلي.
وعلى ذلک يهدف البحث إلى دراسة العلاقة بين التصميم الجرافيکي والفن الجداري التفاعلي کاتجاه تطويري فى الممارسات التصميمية والتطبيقية، فى إطار البحث عن لغة تصميمية فنية تتکامل مع التقنيات التفاعلية الحديثة, بينما تکمن المشکلة البحثية من الحاجة إلى تفعيل مفهوم التصميم الجرافيکي التفاعلي فى تصميم الجداريات کعملية منهجية تهدف إلى تلبية احتياجات المتلقي بأکثر الطرق سهولة وراحة وفاعلية وترتقي بالذوق العام والبيئية البصرية, وينقسم البحث إلى ثلاثة محاور رئيسية يهتم المحور الأول بدراسة مفهوم وأهداف وطرق الاتصال للتصميم الجرافيکي, بينما يناقش المحور الثاني الفن الجداري التفاعلي المفهوم والتطبيقات, وينتهي البحث بالمحور الثالث الذي يقدم دراسة تطبيقية على الجداريات التفاعلية من خلال تحقيق العلاقة التکاملية بين الفن التفاعلي والتصميم الجرافيکي