تعتبر الجامعات هى قاطرة التقدم والعمران والتنمية الشاملة ونبض الدول وشريانها، وهى أحد أهم العوامل لقياس تقدم الدول أو تأخرها، ولها دور کبير فى خدمة المجتمع وبناء الشخصية الوطنية وتکوين وعى الشباب، وتعتبر الجامعات بمکوناتها البشرية المتمثلة فى أعضاء هيئة التدريس والقيادات والطلاب، بالإضافة إلى مکوناتها المادية المتمثلة فى أبنيتها التعليمية وحيزاتها العمرانية من أهم العناصر والعوامل التى تؤثر تآثيرًا کبيرًا على شخصيات وقدرات مستخدميها وبخاصة فئة الشباب، ولقد أثبتت الدراسات والبحوث أن هناک إرتباطًا وثيقًا بين طبيعة البيئة الجامعية وسلوک الطلاب وإنجازهم وإتجاهاتهم نحو الدراسة، ولعل من أکثر الحيزات عمرانية تأثيرًا على الطلاب هى الفراغات الخارجية للحرم الجامعى حيث تتداخل فيها الأنشطة المجتمعية والإحتياجات الفعلية لهم.

وبالرغم من تواجد العديد من الجامعات فى مواقع هامة داخل المدن المصرية فإنه ينفق على هذه الجامعات سنويًا تحت بنود الصيانة ورفع الکفاءة والتطوير من ميزانية الحکومة، إلا أن هذه الجامعات تفتقد فى معظمها إلى الشخصية المعمارية الإعتبارية التى تميز کل منها، بالإضافة إلى أن الفراغات العمرانية بها تفتقر إلى المعالجات البيئية والمناخية التى تؤهلها لأن تکون فراغات حضرية قابلة للإستخدام والإستدامة.

ولذلک يهدف البحث إلى التعرف على المشکلات العمرانية فى الجامعات المصرية، وبحث تأثير التصميم العمرانى للجامعة على جودة التعليم والبيئة الدراسية وشخصية الطالب مع محاولة عمل دراسة لاحتياجات وأنشطة المستخدمين من طلاب وهيئة تدريس، ويکون ذلک عن طريق دراسة حالة عمران الجامعات المصرية کأحد عوامل الشخصية الإعتبارية للجامعات، والتعرف على المتغيرات التي تؤثر فيه، وتحليل مدى تأثير ذلک على جودة التعليم والبيئة الدراسية، ودراسة جامعة حلوان کعينة دراسية واستخلاص نتائج الدراسة والتى يمکن بعد ذلک تعميمها وتطبيقها على مختلف الجامعات المصرية.