تمثل أسواق الشوارع عنصراً هاماً في تشکيل جزء ليس بقليل من إقتصاد الدول لا سيما التي يشغل بنسبة کبيرة من مساحتها مناطق ريفية. وتعد جمهوية مصر العربية من تلک الدول، ونظراً للطبيعة الإقتصادية والإجتماعية لقاطني الريف المصري نجد أن المجتمع الريفي يحتاج إلى منافذ لعرض منتجاته متناهية الصغر سواء الزراعية أو الغير زراعية کالمنتجات اليديوية التي تلقى رواجاً سياحياً. نشأت أسواق الشوارع لما تتميز به من عدم الإحتياج لتدخل السلطات الحکومية في إقامتها لا سيما الأسواق الأسبوعية أو الأسواق اليومية (مثال سوق الجمعة) والتي بدورها تتطور لتصبح دائمة، ونظراً لأعتقاد الريفيين بعدم إحتياج تلک الأسواق إلى تصاريح فقد نمت وأصبحت أسواق عشوائية غير رسمية کأمر واقع غير مراقب. إن إنتشار هذا النوع من الاسواق في المناطق الريفية يعکس مدى عجز السلطات عن إحتوائها وتقنينها ومنع نشأة الجديد منها. وقد تناولت الورقة البحثية المنهج النظري والتحليلي لعرض ودراسة وتحليل تلک الأسواق، حيث عرضت المشکلات التخطيطية والتصميمية والقانونية والرقابية التي تتسم بها تلک الأسواق، ومن ثم تم الترکيز على العوائد الرجوة من تقنين تلک الأسواق ومنع ظهور الجديد منها إلا إذا کان بشکل رسمي. وفي إطار العمليات المقترحة للتطوير تم تناول الإعتبارات التي يجب أن تتوافر في موقع السوق وکذلک أهم أنماط التشکيل العمراني للأسواق مع إبراز دور العناصر الرئيسية التي يجب أن تتوافر في السوق وعلاقاتها الوظيفية بعضها ببعض من خلال مصفوفة العلاقات الوظيفية. ولضمان التنسيق الجيد والتناغم بين العناصر الرئيسية بالسوق فکان لابد من الترکيز على الإعتبارات التصميمة لتخطيط الأسواق. وبتناول مختلف عناصر السوق تم الوصول لمجموعة من النتائج والتوصيات التي تعد نواة لإعداد دليل إرشادي لحل مشکلات الأسواق العشوائية بالريف المصري.