بدأت العمارة الخضراء بالظهور في السبعينيات من القرن الماضي في الدول المتقدمة، كما بدأ الاهتمام مؤخراً بالعمارة الخضراء في بعض دول العالم العربي ودول الخليج، وظهرت أنظمة تقييم المباني الخضراء كمطلب أساسي لتحديد مدى جودة هذه المباني ومدى التزامها بمبادئ العمارة الخضراء. وعلى الرغم من انتشار نظم تقييم العمارة الخضراء في العديد من الدول إلا أن اليمن تعاني من تأخر في تطبيق فكر العمارة الخضراء، وابتعدت مبانيها عن تطبيق مبادئ العمارة الخضراء المتعارف عليها عالمياً والتي ظهر بعضها عبر التاريخ في العمارة اليمنية التقليدية.

دائما ما يواجه تطبيق مبادئ العمارة الخضراء في العمارة والعمران العديد من المؤثرات التي قد تؤثر بالإيجاب أو السلب عليها، وهي تختلف من مجتمع لآخر بحسب ظروف كل مجتمع. وفي اليمن لم يتم اختبار قابلية تطبيق كافة مبادئ العمارة الخضراء في المباني. وتسعي هذه الورقة البحثية للإجابة على سؤال محوري يتساءل عن مدى قابلية تطبيق مبادئ العمارة الخضراء المتعارف عليها عالمياً في اليمن. ويهدف البحث الي التوصل لإجابة على السؤال المحوري للبحث من خلال اختبار قابلية مبادئ العمارة الخضراء للتطبيق في الواقع المحلي اليمني، ولتحقيق هدف البحث تتناول الدراسة تحليل لمفهوم العمارة الخضراء ومبادئها المستخدمة في أدوات التقييم العالمية، ويلي ذلك دراسة الواقع المحلي اليمني والعوامل المؤثرة على العمران اليمني، ومن ثم يتم اجراء استبانة للمعماريين والمتخصصين في العمارة اليمنية لقياس قابلية تطبيق مبادئ العمارة الخضراء باليمن في ظل المؤثرات المختلفة. وتنتهي الدراسة بعرض لنتائج الاستبانة، وتحليل ومناقشة لمبادئ العمارة الخضراء الملائمة للتطبيق في اليمن ودرجة أهميتها من حيث التطبيق. وقد خلص البحث إلى أن هناك مجموعة من مبادئ العمارة الخضراء قابلة للتطبيق في اليمن بدرجة عالية ومتفق عليها من حيث الأهمية في التطبيق هي: احترام الموقع، والتكيف مع المناخ، وكفاءة الطاقة، وكفاءة المواد والموارد، وكفاءة المياه، وجودة البيئة الداخلية، بجانب مجموعة أخرى اختلف عليها المتخصصون. وقد أوصت الدراسة بالعمل على تطبيق مبادئ العمارة الخضراء باليمن التي ثبت قابليتها للتطبيق في مختلف السياقات ذات الصلة.