في إطار النُهج غير المُستدامة، تعتمد المباني بشکل مُتزايد على الأنظمة الميکانيکية لضمان توفير مُتطلبات جودة البيئة الداخلية الحرارية، مما يتسبب في الحاجة إلي المزيد من الطاقة وتصاعد مُعدلات إنبعاثات غازات الإحتباس الحراري المُصاحبة. الأمر الذي يتطلب تزايد الوعي نحو الحفاظ على الطاقة والحد من إستهلاکها بالتزامن مع تعزيز إستدامة المباني. وفي هذا الشأن، نجد أن لغُلاف المبنى دوراً حاسماً في تقليل إستهلاک الطاقة فضلاً عن دوره في رفع أداء المبني بإعتباره الوسيط المُنظم للعلاقة التبادلية بين البيئة الداخلية والخارجية، خاصةً عند تطبيق الحلول التقنية المُناسبة والمواد الموفرة للطاقة التى تُعزز مفهوم التکيف السلبي للمبنى مع المُتغيرات البيئية المُتواقتة. لذلک، يُعد تحسين کفاءة أداء الطاقة خلال المراحل التشغيلية لغُلاف المبنى مجالاً نشطاً للبحوث؛ فدائماً ما تسعي المُنظمات المسئولة إلي التوصل لتقنيات مُتقدمة تستند على مصادر الطاقة المُتجددة بهدف تقليل إعتماد المباني على الوقود الأحفوري وتوفير مُتطلبات طاقة التبريد و/أوالتدفئة، فضلاً عن تحسين الراحة الحرارية الداخلية بطريقة أکثر إستدامة وفاعلية.
وفي هذا الصدد، يتم مُناقشة أنظمة تخزين الطاقة الحرارية کأحد التقنيات المُتقدمة الفعالة في إدارة الأداء الحراري لغُلاف المبني مع الترکيز على دور المواد مُتغيرة الطور في رفع کفاءة الأداء الحراري للمبنى. تُسلط هذة الدراسة الضوء على أهمية تطبيق المواد مُتغيرة الطور في غُلاف المبنى ودورها في تفعيل مبدأ التکيف الحراري مع التقلبات اليومية، وذلک من خلال مُناقشة ماهية تلک الفئة من المواد، أنواعها، خصائصها المُميزة بالإضافة إلي دراسة مبدأ العمل التشغيلي لها، ثم دراسة معايير إختيار أنسبها. بالإضافة إلي الترکيز بشکل خاص على الدراسات الحالية والسيناريوهات المُستقبلية لتلک المواد لرصد سلوکها الحراري وفحص دورها في رفع کفاءة الأداء الحراري لعناصر الغُلاف. تُشير النتائج الرئيسية للدراسة إلي أن للمواد مُتغيرة الطور تأثير کبيراً على تقليل أحمال التبريد/التدفئة وتوفير الطاقة بمعدلات کبيرة فضلاً عن الحفاظ على تفعيل الراحة الحرارية المرجوة في الحيزات الداخلية.