ملخص البحث

استخدم الفنانون منذ القدم أنساق الرسوم الرمزية، وقاموا بتوجيهها لخدمة الأغراض الوظيفية، وإذا ما نظرنا إلى حقيقة المحتوى الثقافي لفنون الجرافيك، سنجد أن الفن لم يعد نقلاً للواقع أو محاكاةَ للطبيعة، بل أضحى نشاطاَ قائماَ على الخبرة الجمالية، التي تعكس الأنشطة البشرية بلغة رمزية، تستخدم فيها أنساق صورية، تحمل جوهر الأشياء ومضمونها أكثر مما تبدو عليه أشكالها، وتحمل خصائص الثقافة والهوية المجتمعية، وتسهم بدور مؤثر فى تقويم السلوكيات، وتنظيم التقاليد، والحد من العادات المجتمعية السلبية.

وفي الوقت الراهن، وفى إطار معالجة قضايا المناخ، والتحديات التى تلاقيها شعوب العالم، خاصة تلك التى تتصل بإدارة الموارد المائية والحد من إهدارها وتلوثها، تسهم الوسائل الجرافيكية الإرشادية فى دعم قضايا الإستدامة البيئية للمياه، وتوظف الرسوم الجرافيكية لتمائم المياه بوصفها شخصيات تمثيلية كاريزمية، يتم إبتكارها وتصميمها بحيث تصبح رموزاً وعلامات مميزة، ترتبط بجهود المؤسسات البيئية القومية ومنظمات المجتمع المدنى التى تهتم بقضايا المياه. ويتعلق تصميم التمائم الإعلانية بإبتكار شئ أو كائن ما، إتخذ من سياق بيئته الإفتراضية، ليكون جزءاَ من تركيب مادى جديد وسياق بصرى مختلف، ويسهم فى إثارة إهتمام المتلقى وتوجيهه لفعل ما، وهكذا يتشكل الطابع الجمالى لديه مصاحباَ للأثرالنفسي، فضلاً عن تحقيق الغايات الدعائية أو الإرشادية الذي تدعمها المعانى والدلالات المتضمنة.

مشكلة البحث

تحتل قضايا المياه جانباً كبيراً من الإهتمام على الصعيد العالمى، وتعد منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية من أكثر مناطق العالم ندرةً بالمياه، ويزداد الوضع سوءاً بسبب تأثيرات النزاعات وتغير المناخ والصعوبات الاقتصادية والنمو السكانى المتزايد، فباتت أزمة المياه تشكل تهديداً لاستقرار المنطقة وللتنمية البشرية وللنمو المستدام فيها، فضلاً عن عدم الإهتمام الأمثل بتوظيف امكانات فنون الإتصال البصرى لدعم جهود التوعية بآثارها، وهو ما يدعو الى الإفادة من المهارات الرسومية وحلول التصميم المتبعة بالمواد الإعلانية التوعوية فى المناطق التى تواجه مشكلات مماثلة فى العالم، حيث تتباين المعالجات الرسومية لتصميم تمائم المياه فى كل دولة، وتستمد سماتها من الهوية المجتمعية وتنوع الثقافات.

هدف البحث

ابراز دور المعالجات الجرافيكية فى التوعية بقضايا المياه عالمياً، ورصد الأساليب الفنية وأنماط التصميم لتمائم المياه فى عدد من الدول، بهدف تشجيع المنظمات البيئية والمصممين فى العالم العربى للإفادة من الأثر البصرى للرسوم الجرافيكية فى معالجة قضايا المياه، وتعزيز الوعى بها فى المجتمعات العربية.