يناقش البحث مدى استهلاك المبانى والمنشآت السكنية للطاقة المتجددة وتأثيراتها السلبية على البيئة المحيطة ، ومدى إمكانية عمل معالجات تصميمية حديثة ومعاصرة للمسكن تحديداً فى صعيد مصر ليكون منزل غير مستهلك للطاقة (صفرى الطاقة) ، ثم تطرق البحث الى دراسة حالة المناخ بمدن وقرى صعيد مصر والوقوف على المشكلات المناخية والبيئية التى تؤدى الى استهلاك وفقد للطاقة ، مروراً بتطور المسكن فى تلك المناطق الحارة من صعيد مصر , وكيف اتجه الفكر التصميمى المحلى والعالمى نحو مسكن معاصر يراعى التجانس مع البيئة المحيطة بحيث يحافظ على الطاقة لكى يصبح قادراً على الا يستنفذ الموارد الطبيعية .

كما سعى البحث الى تحديد وحصر أداء وفاعلية الانظمة المختلفة التى استخدمت فى المبانى السكنية من مواد عازلة للحرارة والرطوبة وواساليب مثل التكييف السلبى واستخدام شبابيك عازلة للحرارة وانواع مختلفة من الدهانات ضد الرطوبة وعازلة للحرارة ، كذلك دراسة امكانية زراعة اسطح المنزل والأستفادة من استرجاع المياه الرمادية واعادة استخدامها ، واستخدامات الطاقة الشمسية وانواع من الطاقة المتجددة سواء فى تسخين المياه او انتاج الطاقة الكربائية ، كل ذلك بهدف الوصول الى مسكن عصرى صفرى الطاقة يصل الى حد التوازن بين ما يستهلكه من طاقة وما ينتجه منها ليكون متوائماً أيضاً مع فكرة المبانى الخضراء.

حيث خلص البحث الى وجود مجموعة من المعايير والاستراتيجيات التصميمية والتكنولوجية التى يمكن ان تحقق التوازن بين استهلاك الطاقة التى تسعى اليه المبانى صفرية الطاقة من خلال بعض المعالجات والنظم الفنية، وبذلك تكون فكرة تحقيق وجود مسكن صفرى الطاقة بصعيد مصر بمعالجات تصميمية حديثة جائزة وقابلة للتنفيذ , مما قد يساعد على وضع شروط وتوصيات مستقبلية لامكانية تصميم مسكن ملائم للمدن ذات المناخ الحار بصعيد مصر.