الفن الإفريقي فن متميز بذاته وله طابعه الخاص کغيره من الفنون ، وتأثر به رواد الفن الحديث امثال بيکاسو وبراک , ولقد جمعت الفنون الأفريقية بين مجموعة من القيم العقائدية والمادية والرمزية المتداخلة باستخدام خامات متنوعة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالطقوس الوثنية .
والفنون الأفريقية تحمل جميع صفات ومقومات العمل الفني الجيد من القيم التعبيرية والتنظيمية والخطية واللونية والرمزية , ومن خصائص هذه الفنون المبالغة والحذف والتسطيح والتجريد واستخدام الرموز بکثرة – حيث أن لکل قبيلة طوطم خاص – وکان للتکرار أثره الواضح حيث يستمتع الفنان الأفريقي من تکرار الوحدة, ويکررها المرة بعد المرة, مکوناً تشکيلاً جمالياً يثري الأسطح , کما أن من خصائص هذه الفنون التعبير المباشر دون عمل فکرة أو تخطيط مسبق, مما يعطيه حيوية للعمل الفني , وکل هذه القيم کانت تؤدي ببساطة لکنها تعکس الوحدات والعناصر الزخرفية في البيئة الأفريقية حيث کان لمعتقد وضع بعض الحيوانات في التشکيل کالتمساح مثلاً أثر واضح , وکذلک مظاهر الکون من شمس وقمر ونجوم شملت هذه الخصائص جل أو کل الفنون مما يجعلها منهلاً عذباً يمکن الإستفادة منه في تشکيل الزجاج أو إعادة تشکيله .
ويفتقر الفن الأفريقي لفن الزجاج من الرسم عليه وتلوينه وتشکيله, ولکن في العصر الحالي فقد نفذ بعض الفنانين نماذج من الفن الأفريقي علي خامة الزجاج سواء بالرسم عليه, أو بصهره, أو بالنحت علي الزجاج وغيرة من تقنيات الزجاج المعروفة .
والزجاج بما له من إمکانيات عالية مادةً وخامةً وتشکيلاً بطرق وأساليب انتاج متعددة , يمکن أن يؤدي دوراً إيجابياً بإستلهام مجموعة من التصاميم لمنتجات زجاجية ذات الصفة الفنية والتقنية المحملة بالموروث الثقافي الأفريقي للقطعة الواحدة عالية القيمة , وذلک يساعد علي فتح أسواق في هذه القارة من خلال الخصائص الفنية والتي تتقبلها هذه الشعوب