تکمن أهمية الهوية فيما يألفه من ثقافة تهم کافة المجتمعات، من حيث إرتباطها الوثيق بالفنون التراثية وأصالتها، والتي تعتبر وسيلة ينتقل من خلالها تاريخ الأمم وفنونها وتقاليدها وعاداتها وثقافتها وما إلى ذلک من جيل إلى جيل.
فيهتم هذا البحث بالتأکيد على أهمية الهوية الوطنية کمصدر حيوي يمکن الاستفادة منه في الفنون عامة وفن الخزف خاصة. حيث أن فن الخزف أحد الفنون التي إرتبطت بهوية الإنسان منذ القدم، فقد إهتم الخزاف بتشکيل أوانيه وتلوينها وزخرفتها مقتبسًا من بيئته التي يعيش بها وذلک لتحديد هويته الوطنية أو المحلية.
کما يهدف البحث إلى تسليط الضوء على الهوية الوطنية وتوظيفها في الخزف السعودي المعاصر. ففي وقتنا الحالي أصبح فن الخزف منافسًا للفنون الأخرى، وذلک بخروجه من حدود الأنية الوظيفية إلى أعمال فنية ذات أشکال جمالية وتعبيرية. کما اتبع البحث المنهج الوصفي وبذلک يتناول هذا البحث المحاور التالية: مفهوم الهوية، مصادر الإلهام في الفن السعودي، الهوية الوطنية والفن المعاصر، توظيف الهوية في العمل الفني، وأخيرًا عرض بعض أعمال الفنانين الخزافين السعوديين وتوظيفهم للهوية الوطنية في فن الخزف والتي تم تنفيذها بتقنيات مختلفة، حيث استخدموا الطين کوسيط تعبيري في نقل احاسيسهم وآرائهم وأفکارهم، مما أظهر قيمًا جمالية وتعبيرية مختلفة وفريدة.
وقد توصل البحث إلى أن الهوية ومصادر الالهام الموجودة في ارض المملکة العربية السعودية ساعدت الفنان السعودي في انتاج اعمال فنية بشکل عام وفي فن الخزف بشکل خاص، وعلى مدى براعته في تجسيد هويته الوطنية وبناء اعمال فنية تحکي عن عراقة هذا البلد بشکل معاصر ومتجدد.
ومن أهم توصيات هذا البحث توصي الباحثة الجهات الأکاديمية بتبني الأبحاث العلمية التي تهتم بالهوية الوطنية السعودية، ودراستها لإثراء الأعمال الفنية عامة وفن الخزف خاصة. وذلک لتأصيل الطابع الفني للحرکة التشکيلية بالمملکة العربية السعودية. کما توصي الباحثة الجهات الفنية والثقافية بتعزيز ثقافة الاستلهام من الهوية الوطنية للمملکة العربية السعودية، وتکوين ورش فنية متخصصة في مجال الخزف للتواصل مع الجمهور فيما يتعلق بفن الخزف بشکل عام، وإمکانية التواصل مع الهوية الخاصة بکل بقاع المملکة العربية السعودية.