الملخص:
إن الفنون الأدائية ليست مجرد شکل فني أوممارسة إبداعية وطريقة تمثيل، حيث يُنظر إليها بشکل متزايد کوسيلة حيوية للبحث المتجسد وکإطار تحليلي. والفنون الأدائية لها تاريخ طويل وهام من المشارکة الإبداعية في القضايا العامة، وتواصل لعب دور مؤثر في تطوير ونقل الأفکار والمواقف ودعوات العمل فيما يتعلق بالقضايا المُلِحّة.
إن للفن تاريخ غني في الانعکاس على التغيير الاجتماعي والتأثير فيه، يهدف هذا البحث لابراز الإمکانات الکامنة للفنون الأدائية في مرحلة القرن الحادي والعشرين فيما يتعلق بالتنمية المستدامة؛ والتي قد يلعب فيها الفنان دورًا رئيسيًا من خلال "الاستدامة الثقافية"؛ وذلک من خلال استکشاف الدور الفعال المحتمل للفنون الأدائية في إعادة توجيه السلوک وإرساء المعايير الاجتماعية التي يفتقر إليها مجتمع اليوم بشدة، حيث الثقافة الفعالة والتنمية المستدامة يسيران جنباً إلى جنب.
مشکلة البحث: تتمثل مشکلة البحث في الإجابة عن التساؤلات التالية:
- ما المقصود بالاستدامة الثقافية ؟ و کيف يمکن من خلالها الاسهام في تحقيق التنمية المستدامة ؟
- کيف يمکن للفنون الأدائية أن تسهم في تحقيق الاستدامة کعملية تغيير مجتمعي؛ من خلال الممارسات الانعکاسية؟
- هل يمکن للاستدامة أن تکون حاضرة وذات صلة في الفنون الأدائية؟
أهداف البحث: تتمثل أهداف البحث في دراسة دور الثقافة والفنون في تغيير المجتمعات بالتکامل مع علم الاجتماع، کما يهدف البحث إلى تبيين الدور المحتمل للفنون الأدائية في تحقيق الاستدامة من خلال المارسات الإبداعية؛ باعتبار "التنمية المستدامة" مفهوم شامل يدور حول التوفيق بين (العدالة الاجتماعية) و(السلامة البيئية)؛ بما يحقق رفاهية جميع أنظمة الحياة على کوکب الأرض.
منهج البحث: من خلال المنهج الوصفي التحليلي يتناول البحث مفهوم التنمية المستدامة وعلاقته بالثقافة، وکيف يمکن أن تعمل الفنون الأدائية کمحفزات للتنمية المستدامة في مرحلة الحداثة الانعکاسية. ومن خلال منهج دراسة الحالة يعرض البحث نماذج تطبيقية معاصرة من الفنون الأدائية من أجل الاستدامة، حيث يمکن للتدخلات الفنية في المجتمع أن تعمل على تغيير الهياکل الاجتماعية.
الکلمات المفتاحية: التنمية المستدامة – الثقافة – الفنون الأدائية – الانعکاسية – المسرح الإيکولوجي.