إن المصمم الداخلي يقع علية الکثير من التحديات في عملية التصميم لجعل التصميم الداخلي يتلاءم مع الظروف البيئية والثقافية والدينية، وبفضل التکنلوجيا الحديثة التي أدت الى احداث تحولات معمارية متلاحقة رداً على التطورات الکثيرة في تکنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
وضمن هذا التطور الکبير في التکنولوجيا والاتصالات، ظهر العديد من المفاهيم الجديدة في مجال التصميم الداخلي والتي تسعى لتلبية احتياجات الانسان ومتطلباته المستقبلية، هدفت هذه المفاهيم بدورها الى الاستفادة من التکنولوجيا بما يضمن تحقيق الراحة والأمان للإنسان، ومن هذه المفاهيم التصميم الداخلي التفاعلي "التصميم الذي يتحقق فيه التفاعل بين مستخدم المکان وبين التصميم من خلال استخدام تکنولوجيا الحاسب الآلي المندمجة بداخله"، والذي اصبح ينتشر بشکل کبير لما له من دور في تغيير مهام وأشکال الفراغات الداخلية بالشکل الذي ينعکس على الأداء الخدمي للمنشآت العامة، لما له من تأثير على تغيير شکل الفراغات الداخلية وتحقيق الوظيفة وعملية التفاعل بين المستخدم والفراغ بصورة إيجابية. الامر الذي استوجب على المصمم الداخلي إعادة النظر في الاساليب التصميمية الشائعة لکي تندمج مع عصر التصميم الرقمي، حيث أن التصميم التفاعلي اعطى للشکل والفراغ والوظيفة معنى جديد، بالإضافة الى انه أصبح بالإمکان تنفيذ بعض الوظائف لعناصر التصميم الداخلي لم يکن من السهل تنفيذها، غيرت المفاهيم التقليدية للتصميم الداخلي، أي أنه أصبح بالإمکان ان يکون هناک تفاعل بين الفراغات وبين الإنسان مع الاخذ بالاعتبار احترام البيئة الداخلية والخارجية.
حيث يستعرض البحث أثر استخدام التصميم التفاعلي في المنشآت الخدمية وتحديدا في المنشآت التجارية، من خلال توظيف التصميم التفاعلي في محددات الفراغ (الاسقف، الارضيات، الجدران)، من أجل تلبية احتياجات ومتطلبات المستخدمين دائمة التطوير سواء کانت اجتماعية او بيئية إضافة لتفاعل الفراغ مع رغبات الافراد.