المستخلص : دور العمارة والعمران فى تنمية إمکانيات وقدرات مستخدمى الإسکان الحکومى .. تبذل الدولة المصرية جهودًا کبيرة لإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تهدف لخدمة المواطنين وتلبية إحتياجات المجتمع من تزايد الطلب علي الإسکان والخدمات الأساسية وإعادة إستغلال الموارد المتاحة لتوفير المسکن الملائم، فلجأت إلى وضع مجموعة من سياسات الإسکان والبرامج للتعامل مع ظاهرة زيادة التجمعات العشوائية وتداعياتها الخطيرة، ولکن على الرغم من تزايد الإهتمام بإنشاء مشروعات تنموية للإسکان الإجتماعي مازالت هناک مشاکل تؤثر على تحقيق نجاح هذه المشروعات واستدامتها خاصة في ظل غياب الوعي الثقافي ومفاهيم الإنضباط لدى ساکنيها، ولذلک أصبح من الضروري الإهتمام بمناهج الإدارة بعد التنفيذ مع توفير برامج التوعية للأهالي لتدعيم التنمية المستدامة المرجوة.

ويکون ذلک عن طريق فهم إحتياجات مستخدمي هذه المشروعات وخلفياتهم الثقافية والإجتماعية والإقتصادية وإمکانياتهم المادية، وتتمثل المشکلة الأکثر شيوعاً في أن المناطق السکنية الجديدة لذوي الدخل المنخفض تقع في أماکن بعيدة عن وسائل کسب العيش وبالتالي تصبح التکلفة المرتفعة للنقل حائلاً أمام هذه الأسر، وکذلک ما تعانيه هذه الأسر من انهيار الروابط اﻟﻤﺠتمعية مع المناطق المحيطة بها وحدوث اختلال فى التوازن الإجتماعى، کما أن ارتفاع تکلفة الخدمات الأساسية الحالية في المناطق السکنية الجديدة تشکل بدورها مصدر قلق کبير.

ومن ثم يتناول البحث وضع إطار أکثر فاعلية لسياسات وتوجهات التعامل مع تلک المشکلات باستخدام المنشآت المعمارية التي تهدف لتنمية وتطوير المفاهيم الثقافية والإقتصادية والإجتماعية لدى السکان وتلبية إحتياجاتهم المادية والمعنوية من خلال تلک المشاريع بصفة عامة ومشروع المحروسة 1 و 2 بصفة خاصة، وذلک من خلال التعرف على شريحة سکان المشروعات الحکومية، والعمل على إستغلال الفراغات العمرانية والمعمارية للإستفادة منها في عمل برامج معمارية تهدف إلى تنمية قدرات وأدوات ساکني هذه المشروعات.